يتناول كتاب «بدّي المرابطي والإسراءُ إلى مساكن الضباب»، الذي صدر حديثاً عن «الآن ناشرون وموزعون» بالأردن، قراءات في التجربة الأدبية للكاتب الموريتاني بدي المرابطي، مدير المعهد الأوروبي للدراسات الإبستمولوجية ببلجيكا، تحمل أسماء مجموعة من النقاد والباحثين العرب.
في تقديمه للكتاب الذي نسقه د. عبدالستار الجامعي، يرى الباحث التونسي د. أصيل الشابي، أن نصوص المرابطي «تشبه مركبة تأكلها النار، وكلّما انطلقت أكثر إلى الأمام انبعث منها الحريق.. إذ يجمع بينها جامع متين هو الألم». ويشير إلى تمرّد الشاعر الذي تمثّل في تحوُّله من الاستعمال اللغوي إلى بناء المجاز والسياقات.
وفي دراسته لديوان المرابطي «أسفار العشق والموت»، يرى الشابي أن الشاعر استطاع صوغ رؤية منتفضة لا تتأثّر بالسياق السياسي والاجتماعي بقدر ما تسعى إلى التأثير فيه، انطلاقاً من التعويل على الأدوات الشعريّة وتحويل الهواجس الخارجيّة إلى مراجع شعريّة داخليّة تلهم الذات، وتعلي المبدأ الإنساني.من جانبه، قدم الباحث التونسي د. فتحي أولاد بوهدة، قراءة في رواية المرابطي «أودية العطش»، موضحاً أن هذه الرواية يحرّكها صراعُ آفاقٍ بينها وبين نصوص أخرى كثيرة، هو المولّد الأساسيّ للنواتج الجمالية الدلالية لها.
وفي قراءته لتجربة المرابطي الشعرية، أكد الباحث الموريتاني د. الشيخ ولد سيدي عبدالله، اتّكاء الشاعر على الرمز المكثف والثيمات الموسّعة في الشعر العربي المعاصر، وعَدّ ذلك «المقابلَ الموضوعي للتعبير عن الغربة والحنين في النص المعاصر»، ذلك أنّ مجرّد استدعاء نتاج التراث وصهره في قالب تصويري جديد هو محاولة لخلق قراءة تاريخية للتراث نفسه.
وكتب حول تجربة المرابطي الأدبية، خاصة في الشعر، كل من النقاد: الجزائرية د. دلال وشن، والمغربية د. فاطمة مرغيش، والتونسي د. الذهبي اليوسفي، والعراقي د. منتظر حسن الحسني، وأيضاً الباحثة الجزائرية د. أحلام معمري.