انطلقت الدورة الأولى من تحدّي القراءة العربي في دبي في العام الدراسي 2016/2015، وينظم التحدي، المبادرة الأولى من نوعها في العالم، مؤسسة (مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية)، وتقوم على قطاع كبير من المشرفين والمشرفات وصل في دورته الثامنة (2024) إلى أكثر من 154 مختصاً في شؤون ثقافة القراءة ومهاراتها السلوكية والثقافية.
في هذه الدورة الثامنة شارك في التحدّي 28 مليون طالب وطالبة مثّلوا أكثر من 229 ألف مدرسة من 50 دولة.
أرقام وتواريخ توثق لمبادرة التحدّي الذي يتوجه إلى قارئ ابتدائي وإعدادي وثانوي فيدخل الجامعة ثم الحياة العملية وهو على صلة مباشرة بالكتاب (خير جليس في الزمان)، ويشكل الفائزون في التحدّي وغير الفائزين في الوقت نفسه قاعدة ثقافية أساسها اللغة العربية في وقت تتنافس فيه اللغات العالمية على استقطاب أوسع القطاعات من القرّاء في العالم كلّه.
من هذه الزاوية بالذات نقرأ أهمية ونبل مشروع تحدّي القراءة العربي، أي زاوية القراءة بالعربية ومن الكتب، أما القارئ هنا، والذي هو بطل التحدّي فإنه روح المستقبل، والرهان عليه حين يبدأ في سن مبكرة بقراءة الكتب بلغته الأم في المدرسة، والبيت، والمحيط الثقافي والمجتمعي العام في بلاده.
هذا هو الأساس في تحدي القراءة، وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. الأساس لغة العرب وجمالياتها وثقافتها البلاغية والأدبية.. ومكانتها بين لغات العالم، وإن جزءاً من هذه المكانة إنما يتمثل في حجم قارئها وعدد الكتب التي تقرأ، وهو بالطبع عدد مليوني، وأكثر من ذلك، إذا أخذنا بعين الاعتبار أرقام المشاركات في التحدّي من عام 2015 وإلى اليوم.
القراءة في الإمارات مرتبطة بهوية اللغة العربية، ليس على مستوى محلي وطني وحسب، بل على مستوى عربي أيضاً، ومن خارج الوطن العربي، وعلى سبيل المثال شارك في هذا التحدّي طلبة وطالبات من 50 دولة.
يرتبط تحدّي القراءة العربي مع المبادرات الموازية في الدولة بشأن القراءة، والتحدي يتكامل روحاً وأداءً مع هذه المبادرات: مثل شهر القراءة (آذار/ مارس) من كل عام، وعشرية القراءة الإماراتية من 2016 إلى 2026.
الإمارات تقرأ، والعرب يقرؤون، والآخر غير العربي يقرأ أيضاً بالعربية كما نقرأ نحن العرب بلغته من دون حساسيات ثقافية، ومن دون مفاضلة بين لسان عربي وآخر ليس عربياً، والقراءة في ظاهرتها الثقافية هنا في الإمارات هي بلغة إنسانية. لغة معرفة وأدب وعلم وفنون.
الأعمال الأدبية تكبر مع كل قراءة كما يقول (روجر شاتوك)، وهكذا فالكتّاب الكبار في العالم مدينون للقرّاء الصغار أو القرّاء الشباب، لأن القراءة تحفظ أعمالهم الأدبية من النسيان، والكتاب الذي لا يُقرأ: بيت مهجور.
«ما من صرح يعمّر أكثر من كتاب».. صحيحة تماماً تلك العبارة المنقوشة على بوّابة إحدى المكتبات.
[email protected]
https://tinyurl.com/f8yem9h5