منتدى المدن الثقافية في دبي

محاور عديدة مطروحة على مائدة الحوار وتبادل الآراء في منتدى المدن الثقافية العالمي 2024 الذي تستضيفه دبي للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والكثير من هذه المحاور له صلة مباشرة بمشتركات ثقافية واجتماعية وبيئية بين دول العالم، وله أيضاً صلة مباشرة بالثقافة ومفهومها، بل مفاهيمها المتعددة في عالم كوني كبير، ولكنه بالفعل، أصبح قرية صغيرة بفعل معطيات العلم والتكنولوجيا الحديثة الدقيقة.
تلتقي الأفكار العلمية والثقافية في دبي تحت عنوان «المدن الثقافية»، مدن الإبداع بوصفه صناعة، والإبداع بوصفه إنتاجاً واستثماراً، أي شكل من أشكال الاقتصاد الذي يعتمد أولاً على عقل الإنسان، ومخيّلته وقدرته على النجاح.
هذا الفهم الحديث والمعاصر للإبداع من هذه الزاوية قائم تماماً هنا في الإمارات، الدولة العربية التي تأتي في مقدّمة البلدان المعنية باقتصاد المعرفة، والصناعات الإبداعية والثقافية.
دبي مدينة الحيوية الاقتصادية العالمية، هي أيضاً مدينة اقتصاد ثقافي بمعناه العلمي الحديث، مدينة أفكار ورؤى مستقبلية وتفاؤل دائم بالكفاءات والمواهب الشابة بشكل خاص، الأمر الذي يعني حيوية المكان الذي ينعقد فيه المنتدى بمشاركة 36 دولة حول العالم يجد ممثلوها والمشاركون في المنتدى الكيفية المستقبلية العلمية التي تعمل عليها دولة الإمارات من زاوية ثقافية أساسية في فكر الدولة وسياستها المعرفية والإبداعية.
أشرت في البداية إلى الحوار وتبادل الآراء حول محاور المنتدى، ومنها، على سبيل المثال، مصطلح «ثقافة الغد» الذي هو شعار المنتدى، ومن المحاور أيضاً قضية البيئة والمناخ، وفرص العمل للشباب، والدبلوماسية الثقافية، ومصطلح «قوّة الثقافة»، ومستقبل التعليم.
هذه المنظومة من المحاور والأفكار والمفاهيم والمصطلحات جميعها متداولة في القاموس الثقافي الإماراتي منذ عقود، ولحماية هذه الثقافة، نشأت في الدولة مؤسسات إدارية مهنية تحمي هذه الثقافة، ومن مخرجاتها اليوم مفهوم الصناعات الإبداعية والثقافية المحمية بقوانين وتشريعات وأدبيات إماراتية نابعة من سياسة الدولة، وروح المكان الإماراتي.
يوماً بعد يوم، وفي العالم كلّه يتأكد لقادة الفكر والإدارة وحتى للمنظرين في السياسات والاقتصاديات أن الرهان الحقيقي بات في هذا الوقت العالمي معقوداً على الثقافة وقوّتها الناعمة القادرة على تعزيز مبادئ الحوار والتعايش بين الشعوب والحضارات والثقافات.
دبي تحتفي بمدن الثقافة العالمية، وترحب بالاقتصاد الإبداعي، وتتوجه ببوصلتها المعرفية والفكرية باتجاه المستقبل بقوة الطاقة الإيجابية دائماً التي تحوّل التفاؤل إلى سلوك ثقافي يومي.
[email protected]