قبل أيام وعلى طريق العين - دبي تباطأ السير فجأة وعلت أصوات مركبات الشرطة والطوارئ ليتضح لاحقاً أننا أمام حادث كبير تصادمت فيه نحو 15 مركبة وتناثرت في أرجاء متباعدة بينما يتوالى وصول مركبات الطوارئ الخاصة بشرطة دبي التي تتولى منطقة الاختصاص، وتتسارع وتيرة معالجة الحادث في مختلف النواحي وفي مقدمتها إنقاذ الأرواح.
في الأفق ورغم أن الحادث لم يمض على وقوعه الكثير من الوقت، كانت هناك طائرتا إسعاف جوي تحلقان في الموقع وتستعدان للهبوط بينما مركبات الإسعاف تشق طريقها بين طوابير المركبات لتصل بأقصى سرعة لتقديم المساعدة، فيما فريق فني آخر يتولى انتشال الضحايا واستخراجهم من المركبات التي تضررت بفعل الاصطدام.
العجيب أن كل ذلك يحدث حولك وفي منطقة مزدحمة، ورجال شرطة دبي يتصدون لتحدٍ آخر هو الحفاظ على انسيابية المرور في هذا الطريق الحيوي، ويراعون عدم تأخير الجمهور، وهو الأمر اللافت الذي يحتاج إلى كثير من الثناء والاحترام والتقدير والإشادة بهذه الاحترافية العالية في إدارة موقع الحادث.
من المهم جداً في هذه المواقف التعاون التام مع رجال الشرطة وفرق الإنقاذ من أجل إنجاح هذا العمل فلا وقت للتطفل ومتابعة ما يحدث ولا الانشغال لمعرفة سبب الحادث، أو السير ببطء وتأخير الحركة، أو الوقوف على جانبي الطريق لمتابعة ما يحدث ومعرفة التفاصيل، أو القيام بالتصوير في وقت تشكل فيه الثواني فاصلاً في حياة أناس كانوا ضحايا في هذا الحادث، أو عدم إفساح الطريق أمام مركبات الشرطة والطوارئ للوصول إلى مبتغاها وتقديم التدخل اللازم.
تحية لهذا العمل المتقن والاحترافي من فريق شرطة دبي الذي يؤكد دوماً أن الثانية الواحدة تفرق أحياناً في حياة إنسان، والذي يراهن أيضاً على تعاون أفراد المجتمع في نجاح عمله، ويسعى لتحقيق ستة مؤشرات، أولها تقليل زمن الاستجابة للحوادث الطارئة، من خلال رفع نسبة الوعي لدى الأفراد والسائقين، بأهمية إفساح الطريق لمركبات الطوارئ، وثانيها خفض عدد الحوادث التي تكون مركبة الطوارئ طرفاً فيها.
المؤشر الثالث يتمثل في رفع نسبة تدريب قائدي مركبات الطوارئ، والمؤشر الرابع العمل على تدريب وتوعية السائقين بآلية التعامل مع المواقف التي تصادفهم في حالة وجود سيارة طوارئ، بينما يتمثل الخامس في إدراج مادة التوعية للحملة ضمن الدروس التدريبية التي تقدمها مدارس تعليم القيادة، فيما المؤشر السادس يتمثل في خفض أعداد المخالفات المرورية الخاصة بعدم إعطاء أفضلية لمركبة الطوارئ.
مقالات أخرى للكاتب




قد يعجبك ايضا







