قرارات جريئة للتغيير

00:52 صباحا
قراءة دقيقتين

عالمنا اليوم يتسم بالتطور السريع والتغيرات المستمرة، التي تسير نحو غد أفضل للبشرية. وأصبح تطوير الوزارات والجهات الحكومية أمراً إلزامياً، خاصة تلك التي تقدم خدماتها للجمهور، وتكون على تواصل دائم معه، لذا أطلقت حكومة الإمارات، مشروعاً لتصفير البيروقراطية، كون هذا الأمر الذي يسير وفق الطرق التقليدية بات عائقاً حقيقياً أمام النمو والابتكار.
بالأمس أعلن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، نتائج البيروقراطية الحكومية، والذي أطلق مؤشره أواخر 2023، بهدف إنهاء معاناة مؤسسات حكومية وخاصة من التعقيدات الإدارية التي تؤدي إلى تأخير الإنجازات وزيادة التكاليف، ولتحقيق هذا الأمر ظهر مفهوم «تصفير البيروقراطية»، الذي يهدف إلى تقليل التعقيدات إلى الحد الأدنى، وتسريع عمليات اتخاذ القرار، وتعزيز الكفاءة والشفافية.
وتصفير البيروقراطية ليس مجرد خيار أو رفاهية لأي حكومة ترنو بكل ثقة للمستقبل الذي تراه لشعبها وللمقيمين على أرض بلادها، بل هو ضرورة حقيقية وفعلية لتحسين الأداء الإداري الحكومي وتعزيز التنمية المستدامة، ويتم من خلاله تبني التحول الرقمي المدروس، وبالتالي تبسيط الإجراءات، حيث يمكن للمؤسسات الحكومية أن تحقق كفاءة أعلى، وتقدم خدمات أسرع وأكثر شفافية، مما يساهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين والعملاء على حد سواء.
ولأهمية هذا الأمر وما يقدمه للمراجعين، أعلن النتائج، صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، وقال سموه: «البيروقراطية الحكومية.. هي فن تحويل الأشياء البسيطة إلى معقدة... وفن خلق أنظمة إدارية لمحاربة الإبداعات الفردية.. في البيروقراطية الحكومية الإجراءات أهم من النتائج.. والأوراق أهم من إنجاز الخدمة.. والأنظمة والقواعد وضعت للحد من التفكير خارج الصندوق.. أطلقنا في نهاية 2023 حراكاً لتصفير البيروقراطية وتقليلها في الجهات.. وأطلقنا تقييماً لمدى استجابة الجهات بما يضمن خدمات أفضل وكفاءة أعلى وتسهيلاً لحياة البشر».
وزارات العدل والخارجية والطاقة والبنية التحتية تفوقت في هذا المجال الحيوي، وبرزت جهوها في مكافحة البيروقراطية.. وتبين أن أسوأ ثلاث جهات تمثل بريد الإمارات وهيئة المعاشات ووزارة الرياضة، حسبما ذكر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، وشكر الجهات الحكومية المتفوقة بقوله: «نقول لمن لا يبذل جهوداً كافية.. ما تخلقه البيروقراطية الحكومية من أنظمة سيئة خلال سنوات يمكن تغييره بقرارات جريئة وسريعة في أيام، وكذلك الأشخاص والمسؤولون».
هذه النتائج تعد جرس إنذار لأي مقصر، لأن عليه مواكبة حكومة المستقبل بشكل حقيقي وسليم، وذلك باعتماده لأساليب أكثر مرونة في العمل، وتحقيق السرعة والسهولة في إنجاز المعاملات.
[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"