مع تصاعد موجات الغبار في العديد من المناطق، وجه أطباء مختصون تحذيرات عاجلة للفئات المعرّضة للحساسية ومشاكل الجهاز التنفسي، مؤكدين أن تجاهل الأعراض الأولية خلال العواصف الترابية قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد الحياة.
وأوضح المختصون أن الأتربة المحمولة في الهواء تحتوي على جسيمات دقيقة تثير التهابات في الشعب الهوائية، ما يُفاقم حالات الربو ويؤدي إلى نوبات ضيق تنفس حادة.
متى تصبح أعراض الحساسية خطيرة؟
في بعض الحالات، قد تتطور أعراض الحساسية البسيطة إلى حالة طبية طارئة تُعرف بـ"الصدمة التحسسية"، ما يستدعي تدخلاً فورياً.
ويؤكد الأطباء أن هذه الحالة تظهر فجأة، وتشمل أعراضاً مثل الضيق الشديد في التنفس، وتورم الوجه أو الحلق، وتسارع ضربات القلب، والانخفاضٍ المفاجئ في ضغط الدم، إضافة إلى الدوار أو فقدان للوعي، مع حكة وصعوبة في البلع أو الكلام.
أبرز الفئات المهددة بمضاعفات تنفسية
حذر الأطباء من خطورة تجاهل الأعراض التنفسية المصاحبة للحساسية، مؤكدين أن بعض الفئات أكثر عرضة لتطور تلك الأعراض إلى مضاعفات خطيرة تهدّد الحياة.
وتشمل الفئات المهددة: مرضى الربو، خصوصاً من يعانون نوبات متكررة أو غير مستقرة، الأطفال بسبب ضعف جهازهم المناعي، كبار السن نتيجة تراجع كفاءة الجهاز التنفسي، إضافة إلى المصابين بحساسيات متعددة مثل الطعام أو الأدوية أو لدغات الحشرات، وكذلك من لديهم تاريخ عائلي مع الصدمة التحسسية.
وأكد المختصون أن الوقاية تبدأ بالتشخيص المبكر والمتابعة الطبية المنتظمة، مشيرين إلى ضرورة التعامل بجدية مع أي ضيق في التنفس، خاصة إذا ترافق مع أعراض أخرى مثل السعال، أو الصفير، أو التورم في الوجه والحلق.
الأتربة تزيد تهيّج الشعب الهوائية.. تجنب هذه التصرفات
الأطباء يؤكدون أن التعرض للغبار قد يؤدي إلى تهيج حاد في الشعب الهوائية ونوبات اختناق، خصوصاً في أوقات العواصف الترابية والتقلبات الجوية.
وأوضح الأطباء أن الأتربة الدقيقة تتسلل إلى الجهاز التنفسي وتسبب التهابات، ما يُضاعف الأعراض لدى الفئات المعرضة، داعين إلى تجنب بعض التصرفات التي قد تزيد الخطر، منها الخروج دون كمامة، وفتح النوافذ أثناء العواصف، وممارسة الرياضة في الهواء الطلق، ونفض الأقمشة داخل المنازل دون تهوية، إضافة إلى إهمال الأدوية الوقائية.
وشدد المختصون على أن الوقاية تبدأ من المنزل، وأهمية البقاء في أماكن مغلقة واستخدام أجهزة تنقية الهواء، لا سيما عند تسجيل ارتفاع في نسب الغبار.
هل الكمامة الطبية تقي من الغبار؟
الكمامات الطبية العادية قد تقلل من استنشاق بعض جزيئات الغبار الكبيرة، لكنها لا تحمي بكفاءة من الغبار الناعم الذي يخترق أنسجتها.
أما الكمامات من نوع N95 أو FFP2، فهي مصممة لحجب نسبة كبيرة من الجزيئات الدقيقة وتوفر حماية أعلى بكثير، وينصح الأطباء باستخدام هذه الأنواع في الأجواء المليئة بالأتربة، مع التأكد من تثبيتها بإحكام حول الأنف والفم.