جامعة الإمارات

00:56 صباحا
قراءة دقيقتين

جامعة الإمارات التي احتفلت قبل أيام بتخريج دفعتها الرابعة والأربعين هي مثال للمؤسسة الوطنية الرائدة، التي انطلقت مع بدايات الاتحاد وتطورت معه واحتضنت طلاباً وطالبات من جميع إمارات الدولة، انصهروا كما أراد لهم المؤسس والأب زايد في بوتقة واحدة بعد أن مثلت لهم البيت الذي احتضنهم في السكن الجامعي بمدينة العين فانطلقت الأفواج تلو الأفواج لترفد مؤسسات الدولة بمختلف الخبرات وتوالت التطورات عبر برامج تخصصية ومراكز بحثية وكلية طب وعلوم صحية خرجت أفضل الأطباء.
ومنذ انطلاقته كان التعليم في دولة الإمارات ليس مجرد وسيلة لنقل المعرفة، بل هو محور رئيسي لبناء مجتمع متكامل ومتقدم. منذ تأسيس الاتحاد، كان التعليم في طليعة الأولويات الوطنية، حيث ارتبطت السياسات التعليمية برؤية طموحة تهدف إلى تحقيق النهضة الشاملة على المستويات كافة. ينعكس ذلك في استراتيجيات التعليم التي وضعتها الدولة لتعزيز التميز الأكاديمي، وترسيخ الهوية الوطنية، ودعم التنمية المستدامة.
واكبت جامعة الإمارات كل تلك المعطيات لتكون أول جامعة وطنية شاملة في الإمارات تأسست في عام 1976 بقرار من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لتتحول فيما بعد لجامعة بحثية شاملة وتتوسع كمّاً وكيفاً وطموحاً لتصل اليوم إلى احتضان أكثر من 17 ألف طالب وطالبة وتتحول على جامعة دولية تقبل طلاب من مختلف دول العالم وتوفر مناخاً تنافسياً وبحثياً عبر مراكز متخصصة وبرامج عملية ومختبرات متطورة واهتمام منقطع النظير بالبحث العلمي.
جامعة الإمارات التي تزهو اليوم في حرم جامعي بهيّ وتفاخر بخريجيها الذين يتقلّدون أرفع المناصب تتقدم دورياً في تصنيفات عالمية لتنافس أعرق جامعات العالم وتمضي على اعتراف دولي لبرامجها التخصصية وتطرح أبحاثاً بالتعاون مع جامعات دولية ترتبط معها ببرامج واتفاقيات، وبات لها قمرها الاصطناعي الخاص الذي انطلق على الفضاء في مهمة استشعار عن بعد بمساهمة وجهود أبنائها وخبراتها العلمية وبات في رصيدها 287 براءة اختراع مسجلة، في مجالات متعددة ذات تطبيقات صناعية متنوعة في جهد مستمر لاستثمار هذه الإنجازات في تعزيز الشراكات.
جامعة الإمارات في حفلها الأخير كانت متألقة بحضور سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، وتكريمه خريجيها في مشهد رائع كيف لا وهو أحد خريجيها عام 1988 عندما كانت الجامعة الوحيدة في الدولة ومحط الأنظار، رغم مبانيها المتفرقة لتشهد تحولات متلاحقة وتطورات متسارعة حافظت خلالها على تألقها ومكانتها، وهي تحظى بدعم القيادة واهتمامها وتنطلق إلى آفاق أرحب وأوسع في مجالات الفضاء والذكاء الاصطناعي، وكل جديد من شأنه خدمة هذا البلد والمساهمة في تطوره وتعزيز ريادته.

[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"