الاهتمام بسلامة الغذاء في الإمارات موضوع لا يقبل المساس بأي جزء من منظومته أو مراحله أو حتى تفاصيله الصغيرة، فقد تطور الاهتمام بهذا المجال ليشمل كل جانب من شأنه أن يوفر السلامة للمجتمع، وباتت لدينا اليوم منظومة رقابية على أعلى المستويات، وفقاً لأفضل المعايير والممارسات المحلية والإقليمية والعالمية، وعبر العديد من العمليات والأنظمة التي تشمل الرقابة على الأغذية المستوردة والأنشطة والمواد الغذائية، وتقصّي ورصد الأمراض المنقولة عبر الغذاء والتوعية بشأن السلامة الغذائية.
سلامة الأغذية باتت عنصراً أساسياً في منظومة الأمن الغذائي في الدولة التي تعتمد على الاستيراد من الخارج في تلبية قسم كبير من احتياجاتها الغذائية، إضافة الى متابعة عملية وصول الغذاء إلى المستهلك وتقديمه له بالشكل الذي يضمن عدم وجود أي خلل يؤثر فيه، لذلك جاء القانون الاتحادي رقم 10 لسنة 2015 بشأن سلامة الغذاء ولائحته التنفيذية، والنظام الوطني لاعتماد وتسجيل الأغذية، والنظام الوطني للإنذار السريع للأغذية والأجهزة المختصة بالغذاء في جميع أنحاء الدولة.
مناسبة الحديث ما تقوم به هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية بالإغلاق الإداري بحق المنشآت المخالفة، ونشرها لذلك في وسائل الإعلام، كي يبقى المستهلك على وعي ويواكب مختلف التطورات، ويسهم مع الهيئة في الوصول لمستوى عال من الاهتمام والخدمة والجودة المرتبطة بالغذاء الذي يتناوله عبر الإبلاغ عن أية مخالفات يتم رصدها في أية منشأة غذائية، أو عند الشك في محتويات المادة الغذائية من خلال الاتصال على الرقم المجاني لحكومة أبوظبي 800555.
ثمة أمور لا يقبل فيها التهاون، خاصة إن ارتبطت بحياة الناس وصحتهم وسلامتهم والجهد الذي تقوم به الهيئة واضح وملموس في القضاء على أية مخالفات، والتنبيه لمعالجة كل خطأ من شأنه أن يتسبب في خلل في هذه المنظومة المهمة عبر المخالفات والطلبات التصحيحية، خاصة أن جميع المنشآت باختلاف طبيعتها ومنتجاتها الغذائية تخضع للتفتيش الدوري من قبل مفتشي الهيئة للتأكد من تقيدها باشتراطات السلامة الغذائية.
تلك الإجراءات من شأنها رفع مستوى الوعي والالتزام والوصول إلى درجة عليا من الخدمة والتعامل مع الغذاء، خاصة أن للهيئة جولات تفتيشية دورية على المطاعم والمقاهي في الإمارة تقوم عبرها في كثير من الأحيان بإغلاق الأماكن التي لا تعمل وفق المعايير المحلية، أو تنتهك قوانين الصحة والسلامة الغذائية.
شكراً لكل جهد يبذل في هذا المجال، ولكل من يسهر على سلامة المجتمع والارتقاء بالممارسات الغذائية وتوفير بيئة مثالية في كل المنشآت التي تعرض الغذاء.
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا







