ماء بارد للجميع

00:18 صباحا
قراءة دقيقتين

مع دخول فصل الصيف واشتداد حرارة الشمس ولهيب الحر، يشتد الظمأ على الجميع، من بشر وحيوانات، فالعطش لا يفرق بين إنسان وحيوان. ومن أعظم الأجور والصدقات أن تقدم الماء العذب البارد لكل روح عطشى من إنسان وحيوان، وبالأخص الحيوانات من قطط سائبة أو طيور فهي لا تستطيع أن تتكلم أو تشتكي أو تطلب الماء، أو تمد يدها.
في هذا الوقت، أفضل وأعظم أبواب الخير والصدقات هي سقيا الماء، فهذه أبواب خير وأجور عظيمة فُتحت لمن يريد كما في الحديث الشريف «في كلِّ ذاتِ كَبِدٍ رَطْبةٍ أجرٌ». ومن الجميل في مجتمعنا انتشار ثقافة إنسانية راقية تعكس روح التكافل الاجتماعي وهي وضع برادات الماء خارج المنازل في كثير من المدن والأماكن، وتعكس القيم الإنسانية في الإسلام، والمسؤولية المجتمعية، وتستحق أن تُشجَّع وتُدعَم.
برادات ماء في أماكن متعددة، قوارير ماء على رف محل، إناء ماء تحت ظل شجرة، أو صحن ماء على جانب الرصيف، أو إناء ماء على طرف النافذة الخارجي، كم هي مشاهد وأعمال عظيمة، تروي بها عطش الأرواح من بشر وحيوانات لا حول لها ولا قوة.
مشهد قط أو طائر يلهث من العطش في هذه الأيام مؤلم جداً، وهذا ما شاهدته بالأمس عندما هممت بالخروج من المنزل. عندما تسقي هذه الحيوانات أنت لا تمن عليها بإعطائها الماء، بل إننا حين نقدم الماء، نقدم لأنفسنا خيراً لنيل الأجر من الله، والشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين.
لننشر هذه الثقافة في بيوتنا، والطرقات، والمحال التجارية، فيا لها من ثقافة وتجارة رابحة. وكم يصبح للماء البارد في هذا الفصل الحار قيمة خاصة، لا يشعر بها إلا من أنهكه العطش تحت لهيب الشمس.
لنجعل من هذا الصيف فرصة للخير، ولنكن ممن يسقون العطشى حباً ورحمة، لا انتظاراً للشكر، بل رجاءً للأجر والثواب من الله تعالى.

[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"