حراك زراعي

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين

حراك زراعي نشِط تشهده الدولة تقوده وزارة التغير المناخي والبيئة وعلى مختلف المستويات، هدفه إعادة الاهتمام بالزراعة إلى الواجهة؛ كون قطاع الزراعة يمثل دعامة لأمننا الوطني، وركناً أساسياً ضمن استراتيجية الدولة للأمن الغذائي، ورافداً إضافياً لاقتصادنا الوطني، واستثماراً لما بدأه المؤسس زايد في إرساء دعائم قطاع زراعي قوي ومستدام في الدولة.
ثقافة الزراعة في الإمارات اليوم قوية وثابته ومتنامية أكثر من أي وقت، واهتمام المواطنين ورعاية الدولة ودعمها أمر واضح وجلي يمكن ملاحظته من تنوع المنتجات الزراعية والابتكار والتميز فيها، بعد أن أسهمت الدولة في تقديم دعم ملموس للمزارعين المواطنين، أسهم بدوره في زيادة الإنتاج الزراعي، وتعزيز جودته وزيادة تنافسيته في كل أسواق الدولة.
اليوم وبحمد الله تطوّرت النظرة إلى الزراعة، ولم تعد تقليدية كما كانت، بل تطوّرت وتوسعت عبر برنامج رائد استهدف دعم توجهات الدولة للتنمية الزراعية، وتحقيق الأمن الغذائي الوطني المستدام، عبر تشجيع المجتمع المحلي على الإنتاج الذاتي المنزلي لأهم المنتجات الزراعية، وتوسيع الرقعة الخضراء في الدولة، ودعم جهود الحفاظ على البيئة، وترسيخ صورة ذهنية إيجابية عن المنتج المحلّي ذي القيمة الغذائية العالية.
تنافس كبير وإيجابي يشهده القطاع الزراعي اليوم بفضل هذا الدعم للارتقاء بالقطاع الزراعي، من خلال تعزيز التنسيق بين الجهات الحكومية والخاصة والمراكز البحثية والمبتكرين، بما يدعم التحوّل إلى نظم زراعية حديثة، صديقة للبيئة وذكية مناخياً، ويرفد الأسواق بمستويات عالية من الإنتاج الذي يراعي جميع المعايير العالمية حتى يصل إلى محطته النهائية للمستهلك، وينافس إنتاج دول ومجتمعات ذات باع أطول وأقدم في هذا التخصص.
من المبادرات التي نفخر بها اليوم المركز الزراعي الوطني، وهو إحدى مبادرات البرنامج الوطني «ازرع الإمارات»، ويهدف إلى تحقيق أهداف طموحة تشمل زيادة المزارع المنتجة بنسبة 20%، وزيادة المزارع العضوية في الدولة بنسبة 25%، ورفع نسبة المزارع التي تتبنّى الحلول الذكية مناخياً إلى 30%، بالإضافة إلى تقليل الهدر في الإنتاج الزراعي بنسبة 50%، إضافة إلى تقديم البرامج لدعم المشاريع وتطوير وتنفيذ المبادرات اللازمة لدعم تبني الابتكار والتكنولوجيا والحلول التقنية والأساليب الحديثة في الزراعة، وتنفيذ برامج التمكين والتأهيل والتدريب التخصصي للمزارعين، وتقديم خدمات الإرشاد الزراعي.
مستقبل الإمارات حافل بمنجزات عديدة وقادمة؛ لضمان مستقبل غذائي آمن للأجيال القادمة، وتقنيات حديثة ومبتكرة، واستدامة بيئية ومواجهة للتحديات الزراعية، وتميز مضمون في كل أوجه الزراعة التي سجلت سابقاً أول نجاح عندما تحدت الظروف بقيادة المؤسس زايد، وقدمت تجربة عالمية أبهرت العالم، وتعود اليوم لتجدد مكانتها بآفاق أوسع وطموحات أكبر وريادة جديدة.

[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"