من أجل الذاكرة، ومن باب الحنين، صدر العدد الأول من مجلة «شؤون أدبية» عن اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في شتاء (1986-1987)، وكان الروائي علي أبو الريش هو المشرف العام على المجلة، فيما تولّى الناقد والمترجم رعد عبدالجليل سكرتارية تحرير المجلة، وتألفت هيئة التحرير من: د. أحمد سلامة، أمينة بوشهاب، حمدة خميس، عارف الخاجة، عبدالحميد أحمد، د. محمد حوّر، والدكتور محمد المطوّع، وصمّم غلاف ذلك العدد الفنان العراقي محمد فهمي، وقرأنا في العدد قصائد لسلطان بن علي العويس، وعمر أبو سالم، وعصام ترشحاني، وجعفر الجمري، وآخرين من الشعراء الإماراتيين والعرب، وبلغ عدد الشعراء المشاركين في العدد 16 شاعراً وشاعرة، فيما ضمّ العدد 11 نصّاً قصصياً لسعيد الحنكي، وعبد الرضا السجواني، وناصر جبران، وفاروق مرعشي، وآخرين..
ما القيمة الصحفية الآن لهذه المعلومات بعد مرور 38 عاماً على ذلك العدد الأول من «شؤون أدبية»؟ وما جدوى استعادة هذا الأرشيف العتيق المتمثل في 172 صفحة هي عدد صفحات المجلة آنذاك وقد صدّرت بكلمة هي بمثابة افتتاحية بعنوان «لشروع في الحلم» بتوقيع «مجلس الإدارة»، أي مجلس إدارة اتحاد وأدباء الإمارات آنذاك؟ وجاء فيها: «لم يكن قرار إصدار مجلة لاتحاد الكتاب والأدباء خياراً يمكن التخلي عنه، بل ينقصها التنظيم والدقة والترشيد والفرز الصحيح والموضوعي لما هو جيّد، ولما هو سيّئ».
النشاط والعافية اللذان أشارت إليهما افتتاحية «شؤون أدبية» قبل أكثر من ثلاثة عقود من الزمن هما اليوم وفي الربع الأول من الألفية الثانية إلى تزايد واتساع وتنوّع في كافة حقول الكتابة من الشعر إلى القصة إلى الزاوية إلى النقد الأدبي وبخاصة بأقلام أكاديمية إماراتية أغلبها من النساء، فضلاً عن النشاط والعافية في حقل الترجمة، والنشر، وصناعة الكتاب الإماراتي وترجمته إلى لغات العالم.
كان عدد أعضاء الاتحاد عند تأسيسه في عام 1984 بالعشرات، واليوم أعضاء الاتحاد بالمئات من الكتاب الإماراتيين والعرب المقيمين، وبدأت آلية النشر في الاتحاد بمجلة واحدة هي «شؤون أدبية» ذات الصدور الفصلي، واليوم، يصدر عن الاتحاد أكثر من مجلة متخصصة، وبلغت العناوين الأدبية الصادرة عنه المئات من الكتب الحرفية في صناعة النشر.
اهتم العدد الأول من «شؤون أدبية» بالشعر، والقصة القصيرة، واليوم، تصدر المجلة بموضوعات عديدة في الدراسات والبحوث والترجمة والنقد الأدبي والجمالي والفني.
«شؤون أدبية» جزء من تاريخ اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، استوعبت نصوصاً أدبية إماراتية وعربية من مختلف الأجيال والأشكال الإبداعية العربية، ويشكل أرشيفها الموجود في الاتحاد مصدراً مهماً لكل من يريد تتبع تاريخ الثقافة الحديثة في الإمارات.
[email protected]
مقالات أخرى للكاتب




قد يعجبك ايضا







