الأب..

إذا كان الأب رمزاً للعطاء والحنان والأمان، فهو أيضاً السند والقدوة، وبين كلّ تجعيدة وتجعيدة في وجهه قصة نعيم عاشها الأبناء.
يبقى الأب، قدوة الأبناء مهما كثر من حولهم الناس، ويبقى بطلهم بأبسط ما يفعله من أشياء، ويبقى أوفى حبيب لابنته ولو أحبها أهل الأرض جميعاً، وهو من يحمل هموم أسرته ويضحي من أجلهم، طوال حياته.
الأب، هو سر الحياة، يأخذ بيد أبنائه في دروبها، سندهم في ضيقهم وفرحهم، ولا أجمل من فرح الابن بمجد أبيه، ولا أعظم من فرح الأب بنجاح ابنه.
الأب هو السند الذي يمهّد طريق الحياة أمام أبنائه، والشعلة التي تنير دربهم، هو قبطان السفينة، وإذا كانت الأم تحب أبناءها من كل قلبها، فان الأب يحبهم بكل قوته.
الحديث عن الأب، يبدأ ولا ينتهي. وفي مدحه، وتقدير تعبه في الحياة، بداية بلا نهاية، فكيف إذا تحدثنا عن الآباء المؤسسين الذين شيدوا لنا بلداً نباهي الدنيا بتطوره، وتقدمه وإنسانيته.
في الحديث عن الأب، فإن الأولى أن نتحدث عن والد لشعب بأكمله، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي استذكره أنجاله وشعبه، وقال عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله: «أبونا زايد.. كان نعم الأب لأبنائه وأبناء الإمارات، ومثلما كان قائداً استثنائياً يضع أبناء وطنه في قلبه وفكره، فقد كان المربي وراعي الأسرة والقدوة التي تعلمنا منها ولا نزال كل ما هو خير وإنساني ونبيل».
وفي الحديث عن الأب أيضاً، نستذكر شريك زايد في التأسيس والبناء، المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الذي استذكره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وقال عنه: «تعلمت من أبي بساطة العيش.. وضبط النفس.. تعلمت منه الإصغاء... ومتى أشتد ومتى ألين.. تعلمت منه الوقار من غير تكلف.. والتسامح تجاه الجهال من الناس.. والتلطف مع الجميع. كان مجرد حضوره يفرض الإجلال على الجميع».
رحم الله آباءنا المؤسسين، وحفظ الله لنا آباءنا الذين نرفل بظلهم وحبهم ونعيمهم، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حاكم الإمارات، وندعو الله جل وعلا أن يحفظهم، ويديم عليهم موفور الصحة والعافية.