عادي

«كورونا المتحور».. هل تفيد اللقاحات الحالية؟

21:01 مساء
قراءة 4 دقائق
1
1

إعداد: خنساء الزبير
في ظل الظروف الحالية من دخول العالم في الموجة الثانية من جائحة فيروس «كورونا» تفاجأ الحقل الطبي بظهور سلالة أخرى من الفيروس، وتشتت تركيز العلماء ما بين هذا وذاك في ملاحقة يبدو أنها ستطول بعض الشيء. كان أول ظهور لتلك السلالة خلال الفترة الماضية - النصف الأخير من العام الماضي- بالمملكة المتحدة، ولكنها سرعان ما انتشرت إلى كثير من دول العالم في سيناريو تكرر للمرة الثانية وهو شبيه بانتشار الفيروس الأول من الصين إلى العالم.

أطلق العلماء على الفيروس الجديد الاسم المختصر بالأحرف B.1.1.7، وتوصلت الأبحاث الأولية إلى بعض المعلومات حول طرق انتشاره، وتسير الدراسات حثيثة؛ لمعرفة نشأته وتطوره، وكيفية التصدي له، ما يجعل أبحاث اللقاحات تتشعب في اتجاهات مختلفة.
الانتشار للعالم
جاء التقرير الأول عن السلالة الجديدة B.1.1.7 من عينات في كينت بالمملكة المتحدة في 20 سبتمبر/أيلول وفي لندن في 21 سبتمبر. يرتبط هذا المتغير الجديد بزيادة قابلية انتقال الفيروس على الرغم من عدم ظهور أي دليل حتى الآن على زيادة حدة الفيروس أو شدة المرض الناجم عن الإصابة به.
لمعرفة كيفية انتشار السلالة B.1.1.7 من المملكة المتحدة لدول أخرى قام باحثون بتحليل بيانات التنقل المستندة إلى معلومات من وسيلة التواصل الاجتماعي «فيسبوك». تبين أن المسافرين من المملكة المتحدة ربما نشروا الفيروس الجديد الذي نشأ هناك إلى 16 دولة على الأقل بحلول بداية ديسمبر/كانون الأول 2020.
على الرغم من أن العديد من الدول قد فرضت قيوداً على السفر من المملكة المتحدة بحلول 20 ديسمبر فقد تم اكتشاف الطفرة الجديدة في العديد من البلدان بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والسويد والهند.
قام فريق من الباحثين الدوليين بجمع بيانات من 19 دولة؛ لتحديد احتمالات دخول متغير الفيروس الجديد إلى هذه البلدان عن طريق مسافرين من المملكة المتحدة وانتقاله محلياً.
النشوء والتطور
تشير التحقيقات الوبائية والتطور إلى أن السلالة الوراثية من فيروس كورونا B.1.1.7 قد تترافق مع زيادة انتقال الفيروس بين البشر. تم تصنيفها أيضاً على أنها متغير مثير للقلق الاهتمام.
أجرى باحثون من بلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية دراسة استخدموا فيها طرقاً متطورة للديناميكية؛ لتأكيد أن الارتفاع السريع للسلالة على الأرجح نتيجة للتشتت العالمي وليس من التطور المتقارب من مصادر متعددة.
في 7 يناير 2021 قام الفريق الباحث بتنزيل جميع التسلسلات الجينومية لسلالة B.1.1.7 المتاحة على إحدى قواعد البيانات- نحو 8786 من تسلسل الجينوم الكامل الطول من 29 دولة. كانت أغلب التسلسلات (96.4٪، n = 8468) من المملكة المتحدة، ونحو 318 تسلسلاً من بلدان أخرى، مع 13 من أمريكا الشمالية - 8 من الولايات المتحدة و5 من كندا.
فيروسات مشابهة
يعتقد الباحثون أن الانتشار العالمي الأولي واللاحق لمتغير السلالة VOC B.1.1.7 كان سهلاً؛ بسبب الترابط العالمي بوسائل النقل وحركة السفر النشطة. يُظهر الانتشار العالمي السريع للمتغير الجديد VOC B.1.1.7 أن القيود الموجودة حالياً غير كافية لمنع انتشار المتغيرات الجديدة والناشئة من فيروس كورونا.
يقول الباحثون: إنه على غرار بعض الفيروسات مثل الإيبولا وفيروس نقص المناعة البشرية وفيروس التهاب الكبد الوبائي، يجب إنشاء إجراءات لاحتواء انتشار كورونا من منظور أوسع يتجاوز المستوى الوطني. على الرغم من أن الحد من انتشاره داخل المنطقة الجغرافية المعينة قد تكون ناجحة في غياب المناعة السكانية إلا أن العدوى المستوردة من البلدان الأخرى لا تزال قادرة على بدء موجات جديدة من انتقال الفيروس، والتي من المحتمل أن تتفاقم بسبب الخصائص المظهرية الجديدة وربما الأكثر عدوانية للسلالات الفيروسية الواردة من مكان آخر.
اللقاح الحالي
يقول جيسي بلوم، عالم الأحياء التطورية الفيروسية في مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان في سياتل بواشنطن، إن السؤال المُلح هو ما إذا كانت هذه التغييرات ستغير فاعلية اللقاحات في العالم، وأفاد فريقه أن الطفرة E484K والعديد من الطفرات الأخرى يمكن أن تفلت من تعرف الأجسام المضادة إليها في أمصال النقاهة لدى الأشخاص بدرجات متفاوتة.
يعمل الباحثون الأكاديميون والحكوميون ومطورو اللقاحات الآن على مدار الساعة لمعرفة ما إذا كان اللقاح الذي تم التوصل إليه قد يفيد في كبح السلالة الجديدة. قاموا بتحليل عينات الدم من المشاركين في تجربة اللقاح الناجحة للشركة، ووجدوا اختلافاً طفيفاً في فاعلية الأجسام المضادة الناتجة لدى 20 مشاركاً ضد الفيروسات التي تحمل طفرة N501Y، مقارنة بالأجسام المضادة المنتجة لمكافحة الفيروسات التي تفتقر إلى المتغير. يقوم الفريق الآن بفحص تأثيرات الطفرات الأخرى في المتغيرات.
ذكرت شركة موديرنا للتقنية الحيوية في كامبريدج، ماساتشوستس؛ والتي توصلت إلى تركيب اللقاح القائم على الحمض النووي الريبي، أنها تتوقع أن ينجح اللقاح ضد السلالة الفيروسية البريطانية وأن الاختبارات جارية.

الشيح منع تكاثر كورونا بالمختبر

أظهر باحثون في جامعة كولومبيا في نيويورك، وجامعة واشنطن، ومعهد وورسيستر بوليتكنيك أن مستخلصات أوراق نبتة الشيح الحلو في الماء الساخن القائمة على مادة الأرتيميسينين، أو إجمالي مركبات الفلافونويد، أو كتلة الأوراق الجافة تظهر نشاطاً مضاداً للفيروس.
تبين من خلال إحدى الدراسات التي أجريت في عام 2005 أيضاً أن العشبة ذات تأثير مضاد للفيروسات ضد الفيروس الذي كان وراء انتشار السارس في الفترة من 2002 إلى 2003. أظهرت كل من نبتة الشيح والشيح الحلو بالمختبر مقدرة على تقليل مستويات المادة المرتبطة بالالتهابات المعروفة باسم انترليوكين-6 وعامل نخر الورم الفا.
وجد الباحثون أيضاً أن المستخلصات لها تأثيرات منخفضة ضد الفيروسات الكاذبة التي تحتوي على بروتين الاندماج (البنية الرئيسية التي يستخدمها الفيروس لدخول الخلية الجسدية) الموجود بفيروس كورونا. يقول الفريق: إن هذا يشير إلى أن الشيح الحلو يمنع عدوى فيروس كورونا بشكل أساسي من خلال استهداف خطوة ما بعد الدخول.
يرى الباحثون أن النتائج تشير إلى أن المكون النشط في المستخلصات من المحتمل أن يكون شيئاً ما إلى جانب مادة الأرتيميسينين أو هو مزيج من المكونات التي تعمل بشكل تآزري؛ لمنع العدوى الفيروسية بعد الدخول إلى الجسم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"