أسماء صديق المطوع

00:45 صباحا
قراءة دقيقتين

اختارت جائزة سلطان العويس للإبداع أسماء صديق المطوع الشخصية الثقافية لهذا العام ضمن حزمة تكريمات ذهبت إلى العديد من الشخصيات الثقافية والفنية والإبداعية تستحق هذا التقدير المادي والمعنوي الذي يأتي تتويجاً لعمل ثقافي إماراتي محترم ومنظم منذ سنوات طويلة من الجهد والإرادة والصبر.
أسماء صديق المطوع استحقت لقب الشخصية الثقافية عن جدارة وعن حيثيات موضوعية وعملية تتصل بكينونة هذه السيدة الوطنية والثقافية المحبة لبلادها والمحبة للثقافة والآداب والفنون ذات الطابع الإنساني والجمالي والإبداعي.
أسست أسماء صديق المطوع صالون الملتقى الأدبي في عام 1996، وحصل الملتقى على عضوية أحد نوادي «اليونيسكو»، والأساس في الملتقى هو القراءة وبخاصة قراءة الروايات ومناقشتها على نحو مفتوح في كل جلسة للملتقى، وتحيي النقاش عضوات الملتقى من نساء مختلفات الجنسيات والخلفيات والمرجعيات الثقافية والفكرية.
ثقافة القراءة والتأكيد على قيمتها الحضارية والمعرفية هي أساس صالون الملتقى الأدبي، وهكذا، وفي سنوات تالية من إطلاق الملتقى في أبوظبي أصبح التنوع الثقافي القرائي والفكري هو السمة العامة لهذا الملتقى النسائي  الجاد الذي يضع في مختبره الحواري الدوري والمنتظم أدب الرجل إلى جانب أدب المرأة من دون فوارق فكرية أو جندرية أو أيديولوجية، وكل ذلك يأتي ضمن اعتبارية واحدة بالنسبة للملتقى هي اعتبارية الإبداع الصادق الحقيقي والإنساني والداعي دائماً إلى الجمال والخير والتعايش.
أسست أسماء صديق المطوع هذا الصالون الثقافي، وجعلت منه ظاهرة ثقافية إماراتية عربية معتبرة ولها احترامها محلياً وخارج الساحة الثقافية الإماراتية، وفي فضاء الصالون الحيوي والأنيق جرى مناقشة روايات عربية وعالمية، وقُرئت كتب ذات طبيعة نقدية، وتاريخية، وجمالية، وشارك الملتقى في معارض الكتب في الدولة بحيوية ملحوظة على مدار أيام المعارض، وأطلق الملتقى أكثر من مبادرة تصب في مصلحة الثقافة والأدب في الإمارات مثل مسابقة تشجيع الأدب الإماراتي على منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي، وأطلق الملتقى أيضاً مبادرة «انضم إلينا من بيتك» تقديراً لأبطال الكوادر الطبية، وصدر عن الملتقى مجموعة من الإصدارات تجاوزت السبعة عشر عنواناً بين إماراتي وعالمي منها حول الكاتب الإيطالي امبرتو ايكو، والكولومبي النوبلي غابرييل غارثيا ماركيز، والكاتب المصري جمال الغيطاني.
لم تجلس أسماء المطوع في الظل أو في الهامش؛ بل جلست في وسط نور المعرفة والأدب، وحوّلت فكرة الصالون إلى بيت عالمي إنساني تعايشي للثقافة، وشاركت بمسؤولية أدبية وأخلاقية في الثقافة العربية والمحلية، وبذلك، استحقت لقب شخصية العام الثقافية من جائزة إماراتية محترمة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"