تجاوز الظروف واصنع واقعك

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

من هو الإنسان الذي لا تمر به ظروف قاسية بين وقت وآخر؟ أو من هو الذي يعيش في معزل عن الهموم والأوجاع؟ من الذي لا يتعرض لتحديات وصعوبات؟.. أعتقد أن الإجابة لا يوجد.. جميعنا نتعرض للنكسات والهزائم، ومراحل من الفشل، ومحطات من الهم والحيرة والعجز، هذه طبيعة الحياة، أكثر من يتعرض لمثل هذه التحديات هم الفاعلون المندفعون المتوجهون نحو المستقبل الذين يريدون أن يحدثوا فرقاً ويضعوا بصمة جميلة في عالمهم، لكننا بصفة عامة نمرّ بمثل هذه المحطات بطريقة أو أخرى، البعض بشكل هامشي وسريع، وآخرون يغوصون فيها تماماً، إنها كما يقال حياة من الظروف المتباينة والمتعددة والمتلونة، لا شيء فيها بشكل واحد أو وفق لون محدد.
إن فهِمنا هذه الحقيقة، وأحسنّا التعامل معها فإننا نخفف عن أنفسنا الكثير من الهم والوجع والحيرة، نخفف عن أنفسنا الكثير من التوقف غير المبرر والذي خلاله يطيب للبعض ندب الحظ وإلقاء التبعات على هذا أو ذاك، لكن الواضح أن الجميع ليس لهم يدٌ لا من قريب ولا من بعيد. 
ظروف الحياة متعددة وكثيرة ومتنوعة ومتتالية، قد نسقط في أتونها ونصبح ردة فعل لا وظيفة لنا إلا معالجة هذه الظروف والتعاطي معها، ويمضي الوقت، نخرج من ظرف طارئ وتحدٍّ ومشكلة لنقع في غيرها، بينما لا نعمّر شيئاً ولا نبدع في شيء ولا نبتكر شيئاً، وهنا تكون الظروف والتحديات والمشاكل قد سيطرت علينا تماماً. وهذه الحالة تشبه تماماً ما تحدّث عنه المؤلف الأمريكي المتخصص في موضوعات التنمية البشرية والتحفيز، إيرل نايتينجال، وكأنه يحذر عندما قال: «يمكننا أن نسمح للظروف بأن تحكمنا، كما يمكننا تحمل المسؤولية لنحكم أنفسنا رغماً عن الظروف».
 مرة أخرى تذكر أنك لست الوحيد الذي يتعرض لسيل من الهموم، ولست الوحيد الذي تواجهه تحديات وعقبات، وأيضاً لست الوحيد الذي تحاصره ظروف متنوعة متعددة لا يعلم من أين تخرج له، وإذا تأكدت أن مثل هذه الحالات عامة ويقع فيها معظم الناس، عندها توجه نحو المسارعة في الخروج من هذه الحالة، واصنع واقعك ويومك، وحدّد تماماً وبوضوح الذي عليك أن تعمل عليه وتنجزه، لا تضع نفسك كردة فعل لا تعمل ولا تشتغل إلا على ما يوجعك، كن متقدماً على تلك الظروف بخطوات واسعة.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"