عادي
بلا ضفاف

عمر أبو ريشة

01:59 صباحا
قراءة دقيقتين

نجاة الفارس

يعتبر عمر أبو ريشة من أبرز شعراء الحداثة ممن كان لهم بصمة في تجديد لغة الشعر ومفرداته وموسيقاه وإيقاعه دون الخروج عن بحور الشعر العربي المتعارف عليها.
ولد عام 1910 في منبج في سوريا، وتلقى تعليمه الابتدائي في حلب، نشأ في أسرة تحب الشعر والشعراء، وكان والده شافع بن الشيخ مصطفى أبو ريشة شاعراً مجيداً كتب عدة قصائد في رثاء شوقي وحافظ وعمر المختار، أما والدته فكان يقول عنها: «كانت مكتبة ثمينة على رجلين، عنها حفظت الأشعار، وقد غلبت عليها النزعة الصوفية، فهي متصوفة منذ صغرها».
غاص أبو ريشة في عيون الشعر العربي خاصة الشعر الجاهلي والعباسي، وتأثر بهما كثيراً، فجاءت لغته قوية وشاعريته فذة، ثم أتم دراسته الثانوية في الجامعة الأمريكية في بيروت، وهناك تعرف إلى شعراء وأدباء بارزين مثل بشارة الخوري، الذي كان صديقاً مقرباً إليه، ثم سافر إلى إنجلترا عام 1929 ليدرس الكيمياء في مدينة مانشستر، لكنه سرعان ما انتقل إلى دراسة الأدب الإنجليزي، وتأثر كثيراً بروائع الشعر الإنجليزي مثل أشعار شكسبير، وميلتون، وشيللي، والأمريكي إدغار بو.
كتب في هذه الفترة قصيدة عنوانها «خاتمة حب» تسرد قصة حبه التي انتهت بوفاة محبوبته، مما ترك صدمة عميقة في نفسه وغادر من دون إكمال تخصصه الدراسي عام 1932.
صدر ديوانه الأول بعنوان «شعر في حلب» عام 1936، تبعه ديوان «من عمر أبو ريشة» في بيروت، ثم صدرت له مجموعة شعرية بعنوان «غنيت في مأتمي» عام 1971 وله ديوان باللغة الإنجليزية، كما ألف أبو ريشة الكثير من المسرحيات الشعرية منها «أوبريت عذاب» عام 1935.
تأثر العديد من الشعراء بشعره ومنهم نزار قباني وأدونيس، الذين اكتسبوا منه في شبابهم سلاسة اللغة، وجمالية الأسلوب.
توفي عمر أبو ريشة في مدينة الرياض عام 1990 ثم نقل رفاته إلى حلب وكتب على شاهد قبره مقطع من شعره:

إن يسألوا عني وقد راعهم
      أن أبصروا هيكلي الموصدا
لا تقلقي لا تطرقي خشعة 
       لا تسمحي للحزن أن يولدا
قولي لهم: سافر قولي لهم:
        إن له في الكوكب موعدا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"