القاعدة والاستثناء

02:18 صباحا
قراءة دقيقتين
ضياء الدين علي

** في كل ما يحدث على صعيد جدول الترتيب من قبل ومن بعد، لا بد أن يكون في خاطرنا ما هو قاعدة وما هو استثناء، فالأحكام تنطلق دوماً على القاعدة لا على الاستثناء مهما طال أمد الأخير، ومن هذه الوجهة يمكن النظر إلى العثرة التي تعرضت لها فرق مثل الوصل والنصر والوحدة حالياً، والعين في الموسم الماضي بأكمله، وقس على ذلك بمنظور عكسي كل الطفرات التي حدثت لبعض الفرق فارتفعت بجدول الترتيب مؤقتاً، ثم عادت لمكانها الذي اعتادت أن تكون فيه، بما يتناسب مع إمكاناتها وقدراتها بالمقارنة بالفرق الأخرى.
** ولأن الدوري من المسابقات الطويلة، فهي تختبر الفرق وتمحصها جيداً من حيث المستوى والاعتمادية والكفاءة، وهذه المعلومة ليست بجديدة ولكن البعض يقفز من فوقها أحياناً فيبني أحكاماً لا تدوم، والرهان كان وسيبقى على عنصر الوقت ليتضح ما إذا كان التغيير الحادث مؤشراً لنقلة نوعية بمكان ومكانة جديدة ارتقى إليها الفريق أم أنها كانت مجرد زيارة قصيرة، بحلم استمر لأسبوعين أو حتى ثلاثة من أصل 26 أسبوعاً، وبناء عليه نؤكد أن العبرة بالخواتيم، عندما نصل إلى النهايات حيث جني الثمار وحصد ما تحقق عبر الموسم بأكمله.
** متى يتحول الاستثناء إلى قاعدة؟
هذا السؤال لا يحتاج إلى إجابة نظرية؛ لأن بين أيدينا مثالاً حياً، يجسده الشارقة عبر الموسمين الماضي والحالي، فهو منذ بدأت مرحلة الاحتراف، ومن قبلها بسنوات، فقد هويته كبطل وفارس من أبرز فرسان مرحلة الهواية، بل وصل الأمر إلى حد الهبوط في موسم 11- 2012، لكن مع جملة المتغيرات الإدارية والفنية التي تولى بمقتضاها العنبري المهمة من البرتغالي بيسيرو قبل عامين، حدثت الانتفاضة فأحرز المركز السادس في نهاية الموسم قبل الماضي، ثم حقق اللقب في الموسم الماضي، وها هو يدافع بنجاح عن إنجازه بكفاءة يحسد عليها من كل الفرق، وبخاصة تلك التي كانت ترى أن منافسة العين وشباب الأهلي في مرحلة المحترفين لن يقوى عليها إلا فريق كالجزيرة أو الوحدة؛ حيث استطاع الأول أن يحقق اللقب مرتين في 10 -2011 و16 -2017 والثاني مرة في 17-2018، لكن الشارقة أخذ بالأسباب كما يجب ونجح في جعل الاستثناء قاعدة، ويحلو لي أن أعبر عما حدث باعتباره استعاد قواعده، وأنهى فترة استثنائية من تاريخه، وإن كانت طويلة، والدرس حاضر لكل من يريدون استعادة أمجادهم القديمة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"