إطار الصورة

13:04 مساء
قراءة دقيقتين
غالباً ما يكون إطار الصورة هو إطار الصورة الفوتوغرافية أو إطار اللوحة الفنية، والإطار كما ورد في معجم المنجد يعني مايحيط بالشيء كإطار الدف وإطار المنخل وإطار الصورة.

والاطار قد يتخذ أشكالاً ومعاني كثيرة تعرضها عليك مسيرة الحياة. يبدأ الإطار معك منذ أن تتكون جنيناً في بطن أمك، وتحد بإطار رحم بطن الام وبعد خروجك للحياة تؤخذ ضمن إطار طفولتك التي تلازمك مدى الحياة ضمن نطاق أفكار طفولية، وقد يأخذ الاطار شكلاً آخر عند دخولك المدرسة حيث لا تتعدى إطار أسوار المدرسة أو الكتاب أو الكراسة المدرسية التي تتعلم تزيين صفحاتها بإطارات ملونة وزخارف، وتتفنن فيها لإبراز الواجبات المدرسية، وخلال الدراسة الجامعية قد تحد بإطار معين من الأفكار سواء السياسية أو الدينية أو الفلسفية، وتصبح أفكارك مؤطرة في حدود ما اكتسبته خلال دراستك أو انتمائك وغالباً مايكون هذا الاطار هو الذي يحدد مسيرة حياتك أو فكرك أو مبادئك مدى الحياة.

وقد يكون الإطار ضمن مؤسسة الزواج وشكل اجتماعي تفرضه عليك العادات والتقاليد وتكون مؤسسة زواجك نابعة من إطار الشريعة والدين والعادات والتقاليد، وهذا الاطار قد تستمد قوته من المودة والاحترام والعشرة الحسنة، ولكن إطار الزواج قد يتزعزع مع الأيام نتيجة عوامل تراكمت ليصبح كسر هذا الإطار ضرورة بحثاً عن إطار آخر.

وهناك إطار العمل فإذا كنت من التقليديين، والذين لا يخرجون عن نمط معين، فستبقى في إطار العمل الذي انتميت إليه ولن تخرج منه إلا بعد التقاعد، ولكن هناك من يحاول التمرد على الاطار بأية وسيلة مناسبة والخروج منه للبحث عن آخر مناسباً لطموحه ولمستقبله وقد يتنقل من إطار إلى آخر في سبيل الوصول إلى المكان المناسب لأهدافه وطموحاته.

ومازال إطار الصورة هو النمط السائد في حياة الكثيرين، فعندما تكون لديك صورة ذات أهمية سواء في الطفولة أو خلال حفلة زواجك أو عند تخرجك او ذات أهمية أكثر بوجودك بجانب شخصية هامة وتحتاج لابرازها سواء في المنزل أو على مكتبك في العمل أو لوحة فنية ذات جمال أو طبيعة خلابة ولكنها لا تخرج خارج نطاق الاطار، لذا قد تكون للإطار حدود وأهداف تتجدد مادام الذي يتطلع لها لا يحاول الخروج لآفاق أوسع ويحاول استغلال الاطار لهدف أعم وأرحب، كما قد يفعل بعض الفنانين عندما يكملون رسم اللوحة خارج إطارها لتكسبها لمسة خيالية تعطي انطباعاً بأن هذا الفنان حاول استغلال الفرص ويرسم مستقبله بنظرة تتسم بالرؤية ذات الأبعاد الطويلة المدى أو كمن يرسم لوحته ويتركها من دون إطار كي لا تحد بنظرات محدودة.

لابد أن يكون للإطار معنى في حياة كل منا، ولكن الأهم كيف ننظر له وكيف ننظر للصورة وزواياها وأبعادها.

وإطار حياتك هو الأهم، فاجعله إطاراً تفاؤلياً وإيجابياً، وانظر للحياة من الجانب المملوء من الكأس، وحدد لنفسك أهدافاً واضحة واعمل واجتهد لكي تصل لها، كالدراسة والزواج والعمل وممارسة الهوايات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"