العزف على أوتار الغيوم

14:26 مساء
قراءة دقيقتين

الغيوم لوحة ابداعية أبدعها الخالق عز وجل، تزين السماء بمنظومة محكمة، حركتها دائمة ومستمرة تتجلى خلالها روعة هذا الابداع حسب نظرتنا للسماء وتتبعنا لهذه الحركة التي تتعاقب مع الليل والنهار. وعندما تثقل بكميات من الماء تهطل عليك حبات من المطر أو البرد أو الثلوج، سواء كانت مصحوبة برياح وبرق ورعد أو عواصف أو بكل هدوء ومن خلال حبات المطر تنتشي الأرض، وتساعد المخلوقات على الحياة. وتشكل الغيوم لوحة جميلة توضع في اطار محدد بصفاء لونها الأبيض وأحياناً الرمادي أو المتغير حسب ما يطرأ على الجو، ويعطيك شعوراً دائماً بنقاء الحياة. وعندما تتشكل وتغطى أجواء السماء في بياض يسقط بلونه على الأرض لا تملك إلا أن تسجد لله تعالى حمداً وشكراً وقد تشعر بنفحات الغيوم عندما تهبط على الأرض في فصل الشتاء أو على الجبال وتمر بجمالها المعهود على حافات الحجر وتعيش معها أجواء مفعمة بألحان تجعلك تعزف على أوتار الغيوم المسموعة في مختلف الاتجاهات، وعندما تسقط هذه الهبة على صفحات البحر الزرقاء تشكل لوناً فريداً آخر شبيهاً باللون الفيروزي أو عندما تتساقط على الأرض وتنبت النباتات الأرضية الحولية منها والموسمية لتكون علاقة أبدية بين الأرض والسماء.. وإذا كنت في البحر تسمع الامواج وتشعر بنسمات الرياح وتنظر للغيوم بمختلف أشكالها وتتمنى لو تمسك بواحدة من خلال هذه الأوتار. وقد ترى نفسك وسط الغيوم والطائرة تحلق وسطها وتشعر بثقلها مع أنها لا توحي بذلك وتشاهد الطائرة تخترقها بكل سهولة ويسر مع هزات خفيفة وقد جذبت الأمطار نظر كل العلماء والمبدعين من دعاة وأدباء ومفكرين وعلماء دين وعلماء دنيا من الفلكيين والباحثين في شؤون الارصاد الجوية لكي تشكل عقد اللؤلؤ الصافي بنقائه الفريد من نوعه وتشكيله الراقي الذي لم يجد تفسيراً لهذه العلاقة أو هذه الريشة التي أعدها سبحانه وتعالى وأرسلها وزين بها السماء لتزدان الأرض بجمالها كلما فتحت ذراعيها لتتلقف زخات المطر أو زغب الثلوج لتعطينا الأمل الذي به ولأجله نعيش.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"