سلطان الأمل والموئل

05:16 صباحا
قراءة دقيقتين
أحمد البيرق

لم يكن اللقاء اعتيادياً، فالمستضيف أبو المسرح ونصيره، والضيوف أبناء المسرح وأعمدته، والحدث أكاديمية المسرح، والحديث عن المسرح.
صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قبيل افتتاحه أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية ارتأى اللقاء بكبار الفنانين المسرحيين العرب ورؤساء المعاهد المسرحية ونقباء النقابات الفنية في الوطن العربي، لا ليعرض عليهم إنجازاته ومشاريعه ويتفاخر بها أمامهم، ولا ليقول لهم قد تجاوزناكم فيما كنتم قد سبقتمونا إليه، بل ليدعوهم لمشاركته ودعمه وإعانته في النهوض بهذا المنجز الذي يخدم أبناء هذا الوطن الكبير من شرقه إلى غربه بهدايته إلى الموهوبين من أبناء الوطن ممن يجدون فيهم الخير لمواصلة مسيرة العطاء وخدمة أبي الفنون.
اللقاء لم يخلُ من مداخلات عدة من جانب الضيوف، إلا أن مداخلة ذلك الوافد من موصل الرافدين استوقفتني وتمنيت لو أني كنت الناطق بها. كلماته أعجبتني بل أبهرتني، لأنها كانت هي ما أود أن أقول.
سلطان يصنع البهجة، في الشعر والقصة والرواية والفنون والمسرح، لا يكاد يوجد فعل ثقافي لسلطان في الداخل أو الخارج إلا ونجد المتعطشين له يتهافتون إليه من كل حدب وصوب. سلطان موئل عشّاق الحياة، وصانع الأمل لكثير ممن فقدوه في بعض ما يحبونه، فتجدهم مطمئني البال، مرتاحي النفوس.
سلطان الوالد الحاني، كانت بذرته الثقافة التي أينعت وأثمرت وأظلت. صنعها بفكره الوسطي النيّر الذي فرض على القريب والغريب قبوله بكل رحابة صدر وطيب خاطر.
نقول هنيئاً لنا جميعاً، هذا المَعْلمُ المعرفيّ الحضاريّ، وهنيئاً خصوصاً، لعشّاق المسرح، فها هي أكاديمية، على أرفع مستوى، تنتظر قدومهم.
سلطان لا يفتأ، يقدّم دروساً في الحضارة والتعامل الإنساني الراقي، أمد الله بعمره، فالأيام حبلى بمفاجآت سارّة. بكل ذلك يستحق أن يكون الملاذ والموئل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"