فكر سلطان يقهر الصعاب

04:48 صباحا
قراءة 3 دقائق
فاطمة ماجد السري
لطالما كانت المناطق الشرقية من دولة الإمارات، مصدر جذب سياحي للقاطنين والزائرين على حدٍّ سواء؛ لما تتمتع به من مقومات، كالشواطئ الخلابة والجبال الساحرة، والهدوء النسبي، وكلها تدعو الزائر إلى التفكر، وأخذ قسط من الراحة، كالتخييم على شاطئ خورفكان، أو التسلق على جبال الوريعة، أو الجلوس بالقرب من شاطئ القرم في كلباء، والتمتع بتصوير هذه المناطق الساحرة، أو رسمها في أوقات مختلفة، وقد تستغلها الأسر في قضاء أوقات ممتعة لبضعة أيام؛ لما فيها من مقومات للسكن وفنادق جذبت القاصي والداني، لذلك قرر الوالد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أن يقرب المسافة إلى 45 دقيقة للوصول إليها.
لم يكن الوصول إلى تلك المناطق بعيداً، إنما في أجواء ممتعة؛ لأن الطريق يمر بهذه الجبال الشاهقة، ويعطيك فرصةً للتأمل في مخلوقات الله سبحانه وتعالى، وكلما اقتربت من المناطق المحيطة بالبحر، عرفت أن البحر والجبل متعانقان، وبينهما سد كمنطقة خورفكان ومنطقة كلباء التي فيها آلاف من أشجار القرم، ودبا وإمارة الفجيرة وجبال الحجر. وكان السفر إلى دبا بسفينة «البتيل» يستغرق يومين، ومع الكري من رأس الخليج العربي، يستغرق يوماً كاملاً بسيارة الجيب، وإذا كان السفر عن طريق حملة «الكري» قوم الرفسية أو قوم بن قصمول، إلى الباطنة أو ما حولها، يقضي المسافرون أسابيع، ويمرون صوب الذيد وخورفكان إلى الباطنة بالجمال، ثم بدأت شق الطرق، وكان الوصول إلى خورفكان يأخذ يوماً كاملاً، أو على حسب السيارة، إذا لم تغرز أو تحتاج إلى «دزّ» أو تحتاج إلى البترول.
لبيكِ يا خورفكان لبيكِ يا خورفكان، بهذه العبارة بدأ صاحب السموّ حاكم الشارقة، يوم 14 /4 /2018، اجتماعه إلى أهالي خورفكان وأهالي شيص؛ ليفجر النفق في المرحلة الأولى الساعة الحادية عشرة صباحاً، وقال: «لو كلفني المشروع ميزانية الشارقة، فلن أتوانى عن أن أصرف على هذا المشروع الذي كلفني خمسة مليارات درهم، وأنا مستعد لكل فلس آخر يريد أن يكلف هذا المشروع الضخم؛ لأن بيني وبينه تحديّاً، ومنذ سنتين وأنا أواصل هذا التحدي».
ومن أهالي خورفكان الذين يشكرون الله -سبحانه وتعالى- على فضله؛ إذ قيّض لهم إماماً عادلاً، كوالدنا الشيخ سلطان الذي بات يسأل عن الشارقة وكل ما فيها، ومنهم أهالي شيص وخورفكان، كتبت الشاعرة سجايا الروح، هذه القصيدة عنوانها «حلمك حقيقة»:

حلمك اللي صار قدّامك حقيقة                 صار واقع تفتخر فيه الأنامْ
حلمك اللّي شق للعابر طريقه                 من جبال «الخور» لديار الكرامْ
صار يعبر «شيص» ما به شي يعيقه        وبْفضل توجيهكم يمضي أمامْ
لين «دفتا» قرية الفخر العريقة               مرّ فيها ينثر ورود وْسلامْ
مر عَ وديان وجْبالٍ شهيقة                    ما يعَرْفْ المستحيل ولا يضامْ
من مشى بَه صارت أحلامك رفيقه           صار يعرِف كيف معنى الالتزامْ
التزمت بوعد وعهودْ وثيقة                   عن حقوق الشعب لحظة ما تنامْ
كل همّك توصل الأخّ بشقيقه                  ويلتقي الأحباب عَ خير وْوئامْ
اختصرت الوقت بافكارٍ عميقة               والطريق اصبح بلا همّ وزحامْ
لك تحية صادقة منا ورقيقة                  من أهالي الخور يالشيخ الهمامْ
نثني ونشكر مكارمْك الدفيقة                  كلّ يوم وكلّ شهر وكلّ عامْ
جودك المنساب ما وقّف دقيقة                في قلوب الناس نِلْت أعلى وسامْ
اللي مثلك يا عسى الجنة طريقه              دامه أكرم شعبه مْبين الأنام

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"