قطوف أدبية من شعر الإمارات

12:55 مساء
قراءة دقيقتين

قد يقرأ أحدنا قصيدة طويلة أو يستمع إليها، لكنها لا تبهره، ولا تهز عواطفه، رغم مترادفاتها اللغوية ذات الطنين العالي.. وفجأة، قد تشرئب أعناقنا وآذاننا إلى بيت واحد في القصيدة، أو إلى شطر من البيت، فنقف عند هذا البيت مستحسنين ومطالبين الشاعر باستعادة القراءة، ونهتز عندها طرباً وشوقاً إلى المزيد، ويكون حكمنا على القصيدة إيجابيا، بسبب بيت واحد يعتبر هو بيت القصيد.

الشاعر الجيد والناثر الجيد هو من يستطيع أن يجر إليه قارئه أو مستمعيه، ويجعل الناس تختلف في شأنه بين الاستحسان وعدمه، وإذا شعر الناثر أو الشاعر بعدم ظهور الاستحسان لقوله، فعليه أن يعيد قراءة قوله بعين فاحصة وناقدة، وإذا لم يفعل ذلك فإنه يخلق بينه وبين قارئه بعداً فكرياً بحيث يصعب التقريب بين الفجوات التي يحدثها هذا البعد..

أحاول في قراءاتي للأدب عامة، أن أقرأ في الأدب الإماراتي شعراً ونثراً، كلما حانت لي فرصة، والتقط من بين ثنايا هذا الأدب، كلمة أو جملة أو بيتاً من الشعر يكون قد استوقفني أو استوقف عيني، بين العشرات أو المئات من الكلمات.

وهنا أرى أن لقارئي الحلقات الكشكولية هذه، الحق في أن أشاركهم أو يشاركوني في تذوق ما شدني من هذا النغم الأدبي الإماراتي.

يقول الشيخ محمد بن راشد، في كلمات من الشعر الوجداني الشعبي الراقي:

ضِجيج همّي في ملاقاك يِنزاحْ

والليل لي شفتك، تبيّن صباحه

وبالفصيح:

ينزاح همي في لقاك وينجلي

ليلي، لصبح مشرق ومنوّر

ويقول، مانع العتيبة:

يوم لقياك حبيبي

كم تمنيت دوامه

ويقول، سلطان خليفة الحبتور:

وأنسى الناس كلهم وأنسى

همومي، عندما ألقاكِ أنتِ

ويقول، سلطان العويس:

تغلغل الحُب حتى صار لي نفسا

أعيشه نغماَ في موكب العمر

ويقول، إبراهيم الهاشمي:

العمر يقتله التنائي

ويحيا، لو تلاقينا

ويقول، محمد العبودي:

ونزعت من جسدي السنين

لكي تكوني كل عمري

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"