القاضي العادل.. لسان الحق والحقيقة

النبي أفاض في ذكر مواصفاته وبشّره بالجنة
01:02 صباحا
قراءة 7 دقائق

اهتم الإسلام كثيراً بكل عناصر العدالة،‮ ‬وشملت منظومته كل ما من شأنه أن‮ ‬يحقق العدل على أرض الواقع،‮ ‬حيث لا‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬ينصب الاهتمام على التشريعات والقوانين وترك من‮ ‬يطبقونها من دون إعداد وتأهيل،‮ ‬أو تركهم‮ ‬يطبقونها بأسلوب عشوائي‮ ‬خال من الانضباط والنظام‮.‬

من هنا كان اهتمام الشريعة الإسلامية بالقضاء وإعداد رجاله واختيارهم بعناية،‮ ‬وتأهيلهم لتطبيق عدل الله بين عباده‮.‬
فما مكانة القضاء في‮ ‬الإسلام؟ وما‮ ‬صفات وخصائص رجاله؟ وما ‬الأدوات أو الإجراءات الضابطة لعملهم حتى لا‮ ‬يحيدوا عن الحق والعدل؟

‮«‬القضاء‮» ‬من الفعل‮ «‬قضى‮»‬،‮ ‬وهو مأخوذ أو مستمد من قول الحق سبحانه‮: «‬وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا‮»‬،‮ ‬فالله سبحانه وتعالى‮ ‬يقضي،‮ ‬أي‮ «‬يأمر‮»‬،‮ ‬وأمره وقضاؤه هو الحق والعدل وما على الإنسان إلا أن‮ ‬يقول‮: «‬سمعنا وأطعنا‮».‬

والقضاء في‮ ‬منظور الشرع‮ ‬يعني‮: ‬القول الملزم والحكم الفصل الذي‮ ‬يصدره القاضي في‮ ‬قضية من القضايا،‮ ‬أو في‮ ‬خصومة من الخصومات التي‮ ‬تحصل بين الناس،‮ ‬وهذا الحكم‮ ‬يصدر من القاضي‮ ‬على حسب ما تقضي‮ ‬الشرائع والقوانين المطبقة في‮ ‬الدولة‮.‬
وقد جاء في‮ ‬المعجم الوسيط‮: «‬القاضي‮ ‬من تعينه الدولة للنظر في‮ ‬الخصومات والدعاوي،‮ ‬وإصدار الأحكام التي‮ ‬يراها طبقا للقوانين‮».‬
ومكانة القضاء في‮ ‬الإسلام كما‮ ‬يقول د‮. ‬أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بالأزهر واضحة وبارزة،‮ ‬فقد أنزل الإسلام القاضي‮ ‬منزلة عظيمة،‮ ‬لأنه أداة تحقيق الحق والعدل الإلهي‮ ‬بين الناس،‮ وبالتالي فإن القضاء عظيم الأثر في تحقيق استقرار المجتمع،‮ ‬فالأمة التي‮ ‬ينتشر فيها الحق والعدل،‮ ‬ويشعر كل مواطن أو مقيم على أرضها بأنه‮ ‬يأخذ حقه،‮ ‬تعيش في‮ ‬أمان وسلام،‮ ‬ويؤدي‮ ‬كل إنسان‮ ‬يعيش على أرضها واجباته كاملة،‮ ‬ويشعر بالانتماء لترابها،‮ ‬ويعمل بكل جد ونشاط وإخلاص على رقيها وقوتها،‮ ‬ويتعاون مع الآخرين على حمايتها مع المعتدين الآثمين‮.‬

أمر إلهي حاسم

ويضيف‮: ‬ولأن شريعة الإسلام تقوم على الحق والعدل وتأمر أتباعها بأن‮ ‬يقيموا حياتهم كلها على العدل في‮ ‬أقوالهم،‮ «‬وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى‮».. ‬وفي‮ ‬أحكام‮هم «‬إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل‮»‬،‮ ‬فكان لابد أن‮ ‬يولي‮ ‬الإسلام القضاء عناية كبيرة‮.‬

وتوجيهات القرآن وهو دستور حياة المسلمين هنا واضحة كما‮ ‬يقول د‮. ‬كريمة فقد أطلق الحق سبحانه أمره الحاسم إلى كل من‮ ‬يحكم بين الناس بأن‮ ‬يلتزم طريق الحق والعدل‮: «‬وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل‮»‬،‮ ‬والأمر هنا موجه إلى كل مسلم‮ ‬يتصدى للحكم وإنهاء المنازعات بين الناس‮.‬
والتوجيه القرآني‮ ‬بإقامة العدل بين الناس عن طريق القضاء العادل ليس موجهاً لحاكم المسلمين ولا لعامتهم، فقط ‬بل وجهه الخالق سبحانه إلى أنبيائه ورسله أولا حرصا على تحقق العدل بين أتباعهم،‮ ‬فها هو سبحانه وتعالى‮ ‬يطالب نبي‮ ‬الله داود بذلك،‮ ‬في‮ ‬قوله سبحانه‮: «‬يا داود إنا جعلناك خليفة في‮ ‬الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله».. ‬وقال الحق سبحانه وتعالى أيضا موجها الحديث لنبيه الكريم‮: «‬إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما‮».‬

أقسام القضاء

وقد قسم الفقهاء كما‮ ‬يوضح د‮. ‬كريمة القضاء إلى خمسة أقسام هي‮:‬

قضاء واجب،‮ ‬وبه‮ ‬يلتزم من‮ ‬يتم تعيينه لأداء هذه المهمة العظيمة ولا‮ ‬يوجد‮ ‬غيره لأدائها،‮ ‬أو لا‮ ‬يوجد من هو في‮ ‬منزلته من ناحية الحرص على العدل والكفاءة والإخلاص،‮ ‬فهروب القاضي‮ ‬من أداء هذا الواجب‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى ضياع الحق،‮ ‬فيكون قبوله له من الواجبات التي‮ ‬لا‮ ‬يجوز أن‮ ‬يتخلى عنها‮.‬ قضاء مستحب،‮ ‬وهو أن‮ ‬يوجد من‮ ‬يقوم بالمهمة،‮ ‬ولكن هناك من هو أصلح منه،‮ ‬وهذا الأصلح لا‮ ‬يجوز له أن‮ ‬يتخلى عن أداء واجبه القضائي،‮ ‬خاصة إذا كان هذا هو عمله كالقاضي‮ ‬المحترف للقضاء‮.‬

قضاء مخير فيه،‮ ‬وهو أن‮ يتساوى‮ ‬القاضي‮ ‬مع‮ ‬غيره في‮ ‬الصلاحية وأداء المهمة كما‮ ‬ينبغي،‮ وهنا يقوم القاضي بالمهمة أو لا يقوم بها وفقاً لظروفه،‮ ‬ولا حرج في‮ ‬الاعتذار عن القيام بهذا الواجب‮.‬

قضاء مكروه‮: ‬وهو أن‮ ‬يقوم قاض بالقضاء في‮ ‬قضية مع وجود من هو أكفأ منه‮.‬
قضاء حرام: ‬وهو أن‮ ‬يتولى قاض قضية ما وهو‮ ‬يعلم عدم قدرته على تحقيق العدل فيها‮.‬

مواصفات القاضي

ولأن القضاء من المناصب عظيمة الأثر والخطر كما‮ ‬يقول الشيخ جمال قطب الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر،‮ ‬فقد اعتنى الإسلام عناية خاصة باختيار رجاله،‮ ‬وتعددت اجتهادات الفقهاء في‮ ‬تحديد مواصفات من‮ ‬يقوم به،‮ ‬لأن رسالة القاضي‮ ‬هي‮ ‬الحكم بين الناس بالعدل،‮ ‬ولابد لمن‮ ‬يتولى هذه المهمة أن‮ ‬يكون أهلا لها‮.. ‬ومن هنا اشترط الفقهاء في‮ ‬من‮ ‬يتولى منصب القضاء شروطاً أهمها‮ أن‮ ‬يكون موثوقاً في‮ ‬دينه وأمانته،‮ ‬وفي‮ ‬عقله وفهمه للأمور التي‮ ‬يقضي‮ ‬فيها فهماً سليماً ،‮ ‬وأن تكون خلفيته الشرعية والقانونية جيدة‮.. ‬ورسول الله صلى الله عليه وسلم‮ ‬يؤكد في‮ ‬حديثه الصحيح «‬حكمة القاضي‮»‬،‮ ‬وهي‮ ‬علمه وخبرته فيقول‮: «‬لا حسد إلا في‮ ‬اثنين‮: ‬رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في‮ ‬الحق،‮ ‬ورجل آتاه الله الحكمة فهو‮ ‬يقضي‮ ‬بها ويعلمها للناس‮».‬ وأن‮ ‬يلتزم القاضي‮ ‬العدل في‮ ‬أحكامه سواء أكانت هذه الأحكام تتعلق بالأغنياء أم بالفقراء وبالأقوياء أم بالضعفاء،‮ ‬لأن الشريعة الإسلامية تسوي‮ ‬بين الناس في‮ ‬الحقوق والواجبات،‮ ‬يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم‮: «‬إن الله تعالى مع القاضي‮ ‬ما لم‮ ‬يُجر فإذا جار تخلى الله عنه ولزمه الشيطان‮».. ‬كما‮ ‬يقول صلى الله عليه وسلم‮: «‬من طلب قضاء المسلمين حتى‮ ‬يناله ثم‮ ‬غلب عدله جوره فله الجنة،‮ ‬ومن‮ ‬غلب جوره عدله فله النار‮».‬ وفي‮ ‬حديث ثالث‮ ‬يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم‮: «‬القضاة ثلاثة‮: ‬واحد في‮ ‬الجنة واثنان في‮ ‬النار،‮ ‬فأما الذي‮ ‬في‮ ‬الجنة فرجل عرف الحق فقضى به،‮ ‬ورجل عرف الحق فجار في‮ ‬الحكم فهو في النار،‮ ‬ورجل قضى للناس على جهل فهو في‮ ‬النار‮».‬ وأن‮ ‬يتميز القاضي‮ ‬بعلمه إلى الدرجة التي‮ ‬توصله إلى الرتبة القريبة من الاجتهاد المبني‮ ‬على الفهم السليم لأحكام الشريعة الإسلامية،‮ ‬وقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المنهج القويم الذي‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬يسلكه القاضي‮ ‬في‮ ‬قضائه،‮ ‬حين بعث معاذ بن جبل رضي‮ ‬الله عنه إلى اليمن فقال له‮: «‬يا معاذ بم تقضي؟» قال‮: ‬بكتاب الله،‮ ‬فقال له صلى الله عليه وسلم‮: «‬فإن لم تجد؟» فقال‮: ‬فبسنة رسول الله،‮ ‬فقال له‮: ‬«فإن لم تجد؟» فقال أجتهد رأيي‮ ‬ولا آلو‮،‮ ‬ولم‮ ‬ينكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخطوات التي‮ ‬اتبعها معاذ وأقره على ما قال‮.‬

وأن‮ ‬يتحلى القاضي‮ ‬بصفة الصبر والأناة،‮ ‬وأن‮ ‬يبتعد عن كل ما‮ ‬يشوش فكره،‮ ‬فلا‮ ‬يقضي‮ ‬أثناء الغضب الشديد‮.. ‬وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‮: «‬ألا لا‮ ‬يقضين حاكم بين اثنين وهو‮ ‬غضبان‮».‬ وهكذا أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم في‮ ‬ذكر خصائص ومواصفات القاضي‮ ‬العادل‮.. ‬ولابد أن تحرص الهيئات القضائية على إعداد قضاتها إعدادا جيدا كما‮ ‬يقول الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر وأن‮ ‬يكون القاضي‮ ‬عالما بالأحكام الشرعية وبالقوانين المطبقة في‮ ‬الدولة التي‮ ‬يعمل فيها،‮ ‬وأن‮ ‬يكتسب الخبرات من القضاة المتمرسين عن طريق الدورات التدريبية التي‮ تزيد من قدرات القاضي‮.‬

حق الاجتهاد

وللقاضي‮ ‬حق الاجتهاد وإعمال عقله وفكره وثقافته،‮ ‬خاصة إذا كان من أهل العلم والخبرة لكي‮ ‬يسعى إلى تحقيق الحق والعدل،‮ ‬وهو مطالب شرعا كما‮ ‬يقول د‮. ‬كريمة بأن‮ ‬يعمل عقله ويحكم ضميره ويوظف قدراته للوصول إلى الحق الذي‮ ‬ينشده،‮ ‬وإعطاء كل ذي‮ ‬حق حقه،‮ ‬ورسول الله صلى الله عليه وسلم‮ ‬يحث على ذلك فيقول في‮ ‬الحديث الصحيح‮: «‬إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران،‮ ‬وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر‮» ‬ومن الواجب على القاضي‮ ‬أن‮ ‬يبذل كل جهده لكي‮ ‬يعطي‮ ‬الحق لصاحبه،‮ ‬ولا‮ ‬يظلم بريئا،‮ ‬وأن‮ ‬يميز بين دعاوى الخصوم،‮ ‬وعدم التفرقة بين المتخاصمين في‮ ‬الاستماع إليهم وفي‮ ‬الاهتمام بأمرهم،‮ ‬ثم بعد ذلك‮ ‬يقضي‮ ‬بما‮ ‬يظهر له أنه الحق‮.‬

عمر‮.. ‬وآداب القضاء

ومما تحمله لنا كتب التراث الفقهي‮ ‬والقضائي‮ ‬عن آداب القضاء رسالة حكيمة بعث بها الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي‮ ‬الله عنه إلى أبي موسى الأشعري‮ «‬عبد الله بن قيس‮»‬،‮ ‬وكان أحد أبرز قضاته‮..‬

قال عمر في‮ ‬رسالته الحكيمة‮: «‬من عبد الله عمر بن الخطاب إلى عبد الله بن قيس‮.. ‬سلام الله عليكم‮.. ‬أما بعد‮: ‬فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فافهم الحق ونفذه وسو بين الناس في‮ ‬وجهك وعدلك ومجلسك حتى لا‮ ‬يطمع شريف في‮ ‬ميلك معه لشرفه،‮ ‬ولا‮ ‬ييأس ضعيف من عدلك،‮ ‬البينة على من ادعى،‮ ‬واليمين على من أنكر،‮ ‬والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً أحل حراماً،‮ ‬أو حرم حلالا،‮ ‬ولا‮ ‬يمنعك قضاء قضيته اليوم فراجعت فيه عقلك،‮ ‬وحديث فيه لرشدك أن ترجع إلى الحق،‮ ‬فإن الحق قديم والرجوع إلى الحق خير من التمادي‮ ‬في‮ ‬الباطل‮.‬

الفهم الفهم فيما تردد في‮ ‬صدرك مما ليس في‮ ‬كتب السنة،‮ ‬ثم أعرف الأشباه والأمثال فقس الأمور عندئذ‮.‬

المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلودا في‮ ‬حد،‮ ‬أو مجربا عليه شهادة زور‮.. ‬وإياك والقلق والضجر وضيق الصدر،‮ ‬فإن الحق في‮ ‬مواطن الحق،‮ ‬يعظم الله به الأجر ويحسن به الذخر‮.. ‬ومن صمت نيته وأقبل على نفسه كفاه الله ما بينه وبين الناس‮.. ‬والسلام‮».‬

شروط الدعوى

وينبغي‮ ‬على القاضي‮ ‬أن‮ ‬يعلم كل العلوم والمعارف التي‮ ‬تساعده على الوصول للحق من علوم شرعية وقانونية ومعارف تفيد في‮ ‬تحقيق العدالة،‮ ‬وأن‮ ‬يقف على الدعاوى والبينات‮.‬

والدعوى القضائية كما‮ ‬يشير د‮. ‬كريمة لها شروط وضوابط‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬يعلمها القاضي،‮ ‬ومن أبرز هذه الشروط أن‮ ‬يكون المدعي‮ ‬والمدعى عليه بالغين،‮ ‬عاقلين،‮ ‬فلا تقبل الدعاوى لا من الصغار ولا من الذين ثبت عدم اكتمال عقولهم كالمجانين والمعتوهين‮.‬
أيضا‮.. ‬لا دعوى قضائية بلا دليل،‮ ‬فلكي‮ ‬تثبت الدعوى من المدعي‮ ‬على المدعى عليه لابد من الإتيان بالأدلة الواضحة،‮ ‬وبالبراهين المقنعة التي‮ ‬تدل على أن صاحب الدعوى على حق فيما طلبه‮.. ‬وفي‮ ‬الوقت نفسه على المدعى عليه أن‮ ‬يأتي‮ ‬بما‮ ‬يشهد له بأنه على حق وأن المدعي‮ ‬لا حق له فيما طلبه‮.‬
ومن الثقافة التي‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬يتسلح بها القاضي‮ ‬معرفة ضوابط‮ «‬الإقرار‮»‬،‮ ‬وهو اعتراف الإنسان بما نسب إليه من قول أو فعل،‮ ‬باعتباره سيد الأدلة‮.‬

أيضا على القاضي‮ ‬أن‮ ‬يميز بين شهادات الشهود ويفحصها جيدا،‮ ‬والقاضي‮ ‬الخبير‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يميز بين شهود الحق وشهود الزور،‮ ‬وأن‮ ‬يعتمد على شهادة العدول،‮ ‬ويرفض شهادة هؤلاء الذين‮ ‬يبيعون دينهم بدنياهم‮.‬

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"