عروة زريقات: التلفزيون الأردني لم يقدّرني

يعتبر أن بعض إداراته هبط بـ "الباراشوت" ليتحكم في كل شيء
12:47 مساء
قراءة 3 دقائق

يرتبط مقدم البرامج والمخرج عروة زريقات مع أولى لبنات تأسيس التلفزيون الأردني عام 1968 حيث ظل من حينها رافضاً فكرة العمل الوظيفي، لاقتناعه بأن المبدع لا يمكن تقييده، وتنقل بين عدة تجارب أثبت خلالها حضوراً لافتاً حتى قاد طوال 4 سنوات برنامج الحكي إلنا الذي تناول قضايا الشباب وواجه مسؤولين معنيين قبل غيابه فجأة عن الشاشة مؤخراً .

خلال مشاركته في مسيرة احتجاجية حول وضع الفن المتردي التقت الخليج زريقات وأجرت معه هذا الحوار .

لماذا توقف الحكي إلنا؟

- لأن جهة رعايته التي أقدر جهودها توقفت عن دعمه عقب أربع سنوات متواصلة حقق خلالها البرنامج حضوراً كبيراً وناقش موضوعات شبابية، وكان يفترض من التلفزيون أن يبادر ويكمل مشوار البرنامج لكن للأسف هذا لم يتم .

هل تعتقد أن تراجع جماهيرية البرنامج أحد الأسباب؟

- الناس يومياً يسألون عنه حتى الآن، وكان يحقق صدى واسعاً بعدما اعتاد احتضان فئات وشرائح شبابية استمع إلى أصواتها وآرائها بحرية، ومازلت أتلقى من مشاركين سابقين وعامة الجمهور ومن مختلف الأعمال ما يؤكد حزنهم الشديد على افتقاده .

وهل أنت تفتقده؟ ثم كيف تتلقى استفسارات الجمهور، بحزن أم بفرح؟

- نعم أفتقده وبشدة فهو جزء مني وكنت أعيش طوال الأسبوع في تجهيز حلقاته وفتحت المجال للشباب لمشاركتي في تقديمه، أما استفسارات الجمهور فتفرحني وتؤكد لي أن البرنامج ترك أثراً لديهم، وهي أيضاً تحزنني لأنه ما عاد موجوداً وأنا حزين أكثر على بعض إدارات التلفزيون غير المدرك لما يريده الناس، والمشكلة أن بعض هذه الإدارات يهبط بالباراشوت مثل جسم غريب يتحكم في كل شيء من دون أن تكون له علاقة بشيء .

ماذا تقصد بخصوص ما حصل معك تحديداً؟

- كان معيباً وجوب تقديمي أوراق اعتمادي من جديد مع حلول كل إدارة كأنهم لا يعرفونني فيما أنا أمضيت 43 عاماً داخل أروقة التلفزيون وأفنيت عمري في هذه المؤسسة وكنت أنام وأواصل الليل بالنهار من أجل إنجاز ما يحسب له .

هل تشعر اليوم بأنك أحد أبنائه الذين أصبحوا خارجه؟

- بل أحد آبائه قياساً بالعمر وارتكازاً على الإسهام في انطلاقته بصورة أو بأخرى، لكنني لست موظفا صاحب مكتب يؤدي ساعات معينة منتظراً الراتب، فأنا أثق بأن المبدع لا يمكن تقييده وتأطير عمله، أما علاقتي به فمقطوعة اليوم ويؤلمني أنني خارج مؤسسة أحبها وأكن بفضلها بعيداً عن أشخاصها .

هل التلفزيون الأردني قدّرك بالشكل المناسب؟

- كلا لم يقدّرني وأنا لا أنتظر تكريماً وتكفيني محبة الناس، لكننا عموماً اعتدنا تذكر المبدعين عقب موتهم سواء من خلال خبر قصير ضمن النشرة اليومية الساعة السادسة مساء، أو بالكتابة عن بعض إنجازاتهم لاحقاً، وللأسف أنا واجهت هجوماً مناسباً لا تقديراً مناسباً .

ماذا تعني بالهجوم المناسب؟

- يبدو أن من ينجح يقابل بهجوم كبير بدل اعتبار تفوقه عاملاً في تسويقه واستمراره والتراكم عليه، ولا تعرف مصدر الحرب ودواعيها سوى أنها من أعداء النجاح، فيما تتزايد حدتها إلى درجة تحاول تغطية الجهود الصادقة .

بمناسبة مسيرة احتجاج الفنانين على وضعهم كيف ترى تأثيرها من موقعك كمخرج؟

- يجب أن تكون بداية نضال وثورة فنية على الواقع المرير وهناك تجاهل وجهل كبيرين يحيطان بمسؤولين لا يريدون التجاوب سواء عن غير قصد، وهذه مصيبة، أو عن قصد فتصبح المصيبة أكبر، فيما الفن يقدّم خدمة للوطن من خلال علاقته بأوجه التنمية المختلفة وعكسه صورة المجتمع .

هل تفكر في الانتقال إلى شاشة أخرى؟

- الفكرة مطروحة ويتوقف الأمر على نوع المؤسسة الإعلامية وطبيعة البرنامج وسقف حريته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"