«ريّح واستريّح»

02:16 صباحا
قراءة دقيقتين
أحمد عزت

** لو أن من يطالب بإلغاء البطولات المحلية وعلى رأسها الدوري مسؤول صحي أو أمني، لكان الأمر مقنعاً لعلم الجميع بالظروف التي يعانيها العالم حالياً بسبب وباء فيروس كورونا، أما أن يكون الإلغاء برغبة من مسؤولي أندية فهذا أمر عجيب، وبالتأكيد له غرض آخر، مهما حاول أن يقنعنا بأن هدفه المصلحة العامة، فالنادي الذي يطالب بإلغاء الدوري إما أنه فقد فرصة المنافسة على اللقب أو تحقيق مركز متقدم، أو يسعى للإفلات من الهبوط.
** والحجج التي يتستر وراءها البعض في مطالبته بالإلغاء مبنية على أسباب مادية وأخرى فنية، لكنها كلها ضعيفة، فالمنطقي أن الإلغاء خسائره المالية أكبر بكثير من التأجيل حتى ولو طالت مدة التوقف؛ حيث إن الإلغاء سيتبعه تعديل في عقود الرعاية والبث التليفزيوني، ومن المؤكد أن الشركات الراعية وقنوات التلفزة ستتوقف عن دفع ما تبقى عليها من مستحقات في هذا الحال، أما التأجيل أملاً في استئناف المسابقات لاحقاً فسيتبعه أزمة اقتصادية ربما تكون مرحلية.
أما المطالبة بالإلغاء بذريعة ابتعاد اللاعبين عن خوض التدريبات بسبب العزل المنزلي، فلها حلول لاسيما وأن البطولات لن تستأنف في يوم وليلة، وإنما سيكون لها ترتيبات مسبقة تتناسب معها.
وإذا تساءلنا ما الذي سيجنيه المطالبون بالإلغاء في حال اعتماده؟.. هل سيتخلص النادي من رواتب لاعبيه وجهازيه الفني والإداري؟.. طبعاً لن يحدث، وقد جاءت قرارات الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» الأخيرة في هذا السياق؛ حيث قضت بتمديد عقود اللاعبين مع أنديتهم حتى انتهاء الموسم، لتجعل الأندية والاتحادات تتنفس الصعداء؛ وبالتالي سيتقاضى اللاعب والمدرب رواتبهما حتى نهاية الموسم متى ما انتهى، بخلاف القرارات الجديدة التي سيترتب عليها تخفيض الأجور بنسب كبيرة.
** وطالما لم يتخذ مسؤولو الهيئات الصحية أو الأمنية قراراً قاطعاً في الشأن الرياضي، يجب على مسؤولي الرياضة البحث عن كل الحلول الممكنة من أجل استئناف النشاط، بعيداً عن قرار الإلغاء، ولو لم تكن الأمور واضحة في الوقت الراهن، فالانتظار هو الحل المتاح، إلى أن تنكشف الغمة ونعرف ما ستؤول إليه الأوضاع، فوقتذاك سيمكن اتخاذ القرار الأنسب مع الاقتداء بحلول الآخرين واقتراحاتهم.
** لو كنتَ متابعاً جيداً للتقارير الرياضية في الأسابيع الأخيرة ستلاحظ أن مسؤولي الأندية في مختلف دول العالم يختلفون تماماً عن نظرائهم في بلادنا العربية، فهم بحثوا عن حلول لاستئناف النشاط بشرط موافقة الهيئات الصحية والأمنية، أما لدينا فتم البحث عن أسباب ومبررات للإلغاء من باب «ريّح واستريّح»!.

twitter: @AhmedEzzatBoush

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"