ثمانية عشر عاماً مرت منذ رحيل ابن الإمارات فارس الكلمة الحرة، المخلص لوطنه وشعبه وأمته العربية من محيطها إلى خليجها، العم تريم عمران تريم، شقيق الوالد رفيق درب كفاحه وحياته النضالية من أجل الوطن والعروبة الدكتور عبدالله عمران تريم.
أعوام طوال مرت منذ تركتنا، و«الخليج» حلم عمرك والوالد، باتت رائدة العمل الإعلامي الوطني والعروبي بإصرار وعناد وصبر منقطع النظير، في معركة لا هوادة فيها ضد كل القوى التي لا تريد الخير لبلدنا وأمتنا.
استطاعت «الخليج» أن تثبت أقدامها بين كبريات الصحف بفضل التفاف أبناء الوطن والأمة حولها واقتناعهم بصدق طروحاتها وما تقدمه لهم من حقائق ووقائع لا يرقى إليها الشك.
ناضلت منذ شبابك من أجل هذا الوطن الذي سكن فيك، وعشقت حروفه وصحراءه برمالها وكثبانها، وبحره وخليجه وسماءه، وسعيت مع المخلصين من أبناء شعبنا لحرية وطننا وتحقيق استقلاله التام وإعلان دولة ذات سيادة.
العم تريم، عشت ورفيق نضالك بهجة دولتنا بتحقيق حلم المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم «طيب الله ثراهما»، وإخوانهما الحكام إعلان دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971، ولكنه كان البداية فقط.
منذ بداية الكفاح وإيمانك بحاجة البلاد والمنطقة إلى إعلام وطني حر شديد الأهمية، ليظهر الحقائق التي كان يخفيها أعداء البلاد لتظل الكلمة واليد الطولى لهم بلا منافس، فكافحت ورفيقك بكل ما تستطيعان وبذلتما جهداً خارقاً حتى ظهرت «الخليج» إلى النور، جريدة يومية سياسية تعبر عن مصالح شعب الإمارات الوطنية والقومية، وترفع مستوى الوعي الجماهيري بحقائق الأحداث والقوى السياسية في المنطقة.
وجنباً إلى جنب مع نضالكما الإعلامي عبر «الخليج» والإصدارات اللاحقة على امتداد عمر كفاحكما في هذا المجال، لم تكونا بعيدين عن المشاركة الرسمية في مؤسسات الدولة بعد قيامها، وشغلتما مناصب رسمية قيادية أبليتما فيها أحسن بلاء بشهادة قيادة البلاد الحكيمة وشعبكما الوفي.
رحلت يا فارس الكلمة الشجاع، ورحل من بعدك الوالد بعد سنوات نضال كان يفتقدك فيها، حافظ خلالها على ما تربيتما عليه من فكر وعقائد، وتحملنا المسؤولية من بعدكما ونسأل الله أن يعيننا، وعزاؤنا أننا على دربكما سائرون، مناصرون لمكتسبات بلادنا ولحرية الكلمة والرأي، محافظون على المنبر الديمقراطي الحر الذي عشقتماه.
