حارة حبحب القديمة.. شاهد على عراقة وتاريخ الفجيرة

أعمال الترميم تعيد الموقع لسيرته الأولى
01:20 صباحا
قراءة 3 دقائق
الفجيرة: بكر المحاسنة

تزخر إمارة الفجيرة بالعديد من المواقع التاريخية الأثرية التي تؤكد أن الأجداد والآباء عاشوا على تراب هذه الأرض الطيبة وعمروها بإرادتهم الصلبة وعزيمتهم التي لا تلين، ومن تلك المواقع الأثرية «حارة حبحب القديمة» الذي يقع في الجانب الشرقي الجنوبي لمنطقة حبحب التي تبعد مسافة 83 كيلومتراً عن مدينة الفجيرة، وانتهت هيئة الفجيرة للسياحة والآثار من إعادة تأهيله وترميمه، ويتضمن الموقع العديد من الآثار التي تحمل حكايات شائقة، حول تاريخ المكان وقصص أهله، ومن تلك الآثار برج حبحب القديم، ومسجد حبحب القديم، وبيت أمير المنطقة القديم، ومربعة حبحب التاريخية.
جاءت أعمال الترميم وإعادة التأهيل بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، لتعزيز قيمتها التاريخية وإعادة رونق هذه المباني وصونها من الانهيار.
سعيد السماحي مدير هيئة الفجيرة للسياحة والآثار يقول: منطقة «حارة حبحب القديمة» بكل مواقعها وأجزائها تحكي التاريخ العريق للفجيرة ومنطقة حبحب، وتعبّر عن سلسلة الأحداث التي مرّت بها، وقيمتها التاريخية، فهي شاهد أساسي على عراقة وتاريخ الفجيرة بشكل عام ومنطقة حبحب بشكل خاص، واكتسبت أهميتها من كونها مكاناً كان يلتقي فيه أبناء المنطقة قديماً لمناقشة كل ما يتعلق بأمور حياتهم، وكانت الاحتفالات بالأعياد والمناسبات تقام في ساحتها.
ويؤكد السماحي أنه بناء على توجيهات صاحب السمو حاكم الفجيرة، وسمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، عملت الهيئة على ترميم وتأهيل موقع «حارة حبحب القديمة» وإعادة سيرته الأولى من خلال أعمال استمرت لأكثر من سنة وشملت إصلاح كل أركان قلعة حبحب التاريخية، وبرج حبحب ومسجد حبحب وبيت أمير المنطقة، ومربعة حبحب القديمة، لتظل أحد شواهد المنطقة ومعالمها التي لم تنفصل عن أحداثها، وتكون مزاراً يتردد عليها السياح من مختلف أنحاء العالم، واستخدم‮ في‮ أعمال ‬الترميم المواد المحلية التي أسهمت في البناء منذ مئات السنين، ومن ذات البيئة المحلية لضمان تجانسها الكامل معها.
ويشير السماحي إلى أن أعمال الترميم والتأهيل لتلك المواقع جاءت ضمن خطة الهيئة الرامية لإعادة ترميم المواقع الأثرية في الإمارة التي تتمثل في تفعيل وتوظيف السياحة الأثرية في الإمارة لاستقطاب الكثير من السياح والزوار، إذ إن أعمال الترميم تعتمد المواصفات العالمية المدرجة من «اليونيسكو» بحيث تستخدم المواد المحلية من صخور البازلت والطين المحروق في أعمال الترميم وتأهيل تلك المواقع التاريخية الأثرية.


مراقبة ودفاع


راشد عبدالله راشد الحمودي من أهالي منطقة حبحب يقول: الحارة القديمة في حبحب تعود إلى مئات السنين، وتتكون حارة حبحب القديمة من مجلس حبحب القديم، وقلعة حبحب التاريخية وحصن حبحب الاثري، وبيت أمير المنطقة الأثري، بالإضافة إلى مربعة حبحب التاريخية، ومجلس حبحب والذي كان كل من يمر برأس الخيمة يقصده ليتناول الغداء أو العشاء ثم يواصل طريقه، فهذا المجلس كان يستخدم للضيوف والزوار من كل المناطق، وتم بناء حصن حبحب منذ مئات السنين على جبل عالٍ يصل ارتفاعه إلى حوالي 13 متراً وهو يشرف على كل مزارع المنطقة وبيوتها. أما قلعة حبحب فتعود إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية وهي من أبرز وأهم القلاع في المنطقة وهي مبنى مستطيل مكون من طابقين وله باب واحد من جهة الغرب ومبنية من الطين والحجارة وصاروج النخيل، وتقع على تل صغير ومنخفض الارتفاع وهي مربعة الشكل وتضم مساحات وغرفاً متعددة وأبراجاً، واستخدم سطح القلعة للمراقبة والدفاع، وكانت تشرف على المنازل القديمة المبنية من الحجارة والطين وسعف النخيل المنتشرة حولها والتي عاش فيها أهالي حبحب، واستخدمت قلعة حبحب والحصن القديم بهدف الدفاع عن المنطقة والمناطق المجاورة والرقابة، ولحماية المناطق الزراعية التي شكلت في تلك الفترة عصباً اقتصادياً لجميع السكان، وتعد حبحب منطقة قديمة جداً وكان الناس يرتادوها من كل مكان، واشتهرت بزراعة الحبوب والقمح، والكثير من المحاصيل المتنوعة. وبالنسبة لمسجد حبحب القديم فيعود إلى أكثر من 500 عام ومبني من الطين والحجارة.
محمد سالم سعيد الحمودي من أهالي المنطقة يقول: نثمن توجيهات صاحب السمو حاكم الفجيرة، وولي عهده، في إعادة ترميم وتأهيل المواقع الآثرية لمنطقة حبحب وإعادتها إلى مكانها التاريخية، إذ أن الآثار التاريخية بالمنطقة شاهدة على أن الإنسان الإماراتي يبدع في صنع حضارته على مر العصور.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"