صفقة مزيفة

01:58 صباحا
قراءة دقيقتين
كتب: محمد ياسين

نجح رجل أعمال خليجي بالاتفاق مع آخر أوروبي في استدراج مستثمر آسيوي وإقناعه بصفقة حقائب بمبلغ مليون درهم، وبعد زيارات متتالية لشركة الآسيوي الذي وجد في تلك الصفقة فرصة لا تعوض لتحقيق ربح سريع وافق على تنفيذها، وتم الاتفاق على تفاصيلها وطرق تسلم الأموال وتوقيع العقود، واتفق التاجر الخليجي مع شريكه الأوروبي على خطة الاحتيال للاستيلاء على أموال المستثمر الآسيوي من دون تسليمه الصفقة المتفق عليها.
وكانت خطتهما تقوم على الاستعانة بمساعدين آخرين بحيث يتم استدراج التاجر الآسيوي إلى مكان محدد للتسليم، فيما يقوم المساعدان الآخران بسرقة الأموال والفرار، وتم تحديد نصيب كل واحد من أفراد العصابة، وحدد الخليجي ساعة الصفر لتنفيذ الجريمة التي بدأت بالتفاوض من جديد بهدف إقناع التاجر الآسيوي بتحويل المال للشريك الأوروبي، لكن التاجر الآسيوي رفض محاولاً التراجع عن الصفقة، الأمر الذي تطلب تنفيذ خطة جديدة لسرقة أموال الآسيوي، فعمد الخليجي إلى تنفيذ الخطة الثانية وهي تسلُّم المبلغ نقداً بالتزامن مع نقل الحقائب وعندها وافق الآسيوي، وبدأت تفاصيل عملية الاحتيال بين طرفي خطة السرقة التي نسجها الأوروبي بالاتفاق مع شريكه الخليجي بعد اتصال جرى بين الشريكين لإجراء تغيير آخر في خطتهما الشيطانية مستعينين بشخصين إفريقيين يسرقان الأموال في مكان بعيد عن الشريك الخليجي وعن مقر شركته.
في الموعد المحدد بين الطرفين حضر المستثمر الآسيوي ومعه شريكه ليدفع قيمة الصفقة لرجل الأعمال الخليجي، ليتوجه الأخير إلى مخازن الخليجي ويتسلم الحقائب، ولكن الخليجي قام بتغير مكان تسلُّم قيمة الصفقة، وجاء دور اللصين، حيث وصلا إلى المكان في انتظار الآسيوي وشريكه وفي المكان نفسه توجه أحدهما إلى مركبة المستثمر الآسيوي ليخبره بأنه دليله إلى المكان المتفق عليه، ولكن بعد التأكد من وجود الأموال، قام اللص بسرقتها، رغم مقاومة الآسيوي وشريكه، وبعد سرقة المبلغ توجه اللص إلى مركبة يستقلها زميله في الطرف المقابل من الطريق وذهبا إلى مكان غير معلوم بمبلغ مليون درهم.
وقف الآسيوي لبرهة من الوقت في حالة من الاستغراب والذهول مما حدث، وسرعان ما أبلغ الشرطة التي تمكنت من القبض على الخليجي صاحب الصفقة المزيفة ورجل آخر في ردهة أحد الفنادق ولديهما نصف المبلغ المسروق وورقة مدون عليها نصيب المشاركين في عملية الاحتيال.
بدأ صاحب الصفقة المزيفة والمتهم الأول أمام هيئة القضاء في المحكمة يندب حظه وطمعه وضياع مستقبله، واعترف أمام القاضي بخطته وشريكه الأوروبي لسرقة المستثمر الآسيوي، أما الإفريقيان منفذا عملية السرقة فقد فرا بنصف مليون درهم ولم يعثر عليهما.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"