في مدينة الشيخ شخبوط الطبية

04:14 صباحا
قراءة 3 دقائق
مهرة سعيد المهيري


بالإنجازات الكبيرة والملموسة التي حققتها منذ بدايتها وحتى يومنا هذا، تعد الإمارات من أهم دول الوطن العربي.

في ثلاثية الأمن والتعليم والصحة، أساس الدول الحديثة، تقف دولة الإمارات العربية المتحدة بموقع متميز لتحقق أعلى مستوى من التميز والكفاءة في مجال الصحة، حيث إنها تهتم وبشكل كبير بهذا المفصل المهم من مجالات الحياة.

نحن لو نظرنا إلى بلادنا فسوف نجد أنها تقدم لنا العديد من الإنجازات مثل المستشفيات الحكومية والعيادات التي تختلف في التخصصات التي تقدمها لتساعد جميع الحالات. إن الله وهبنا الصحة؛ نعمة من نعمه علينا، والدولة تقوم باستكمال هذا، بتوفير خدمات صحية جيدة لنا لنعيش حياة أفضل بدون أمراض، والاهتمام بالوقاية يسير على أدق وجه، والخدمات الصحية الأولية أصبحت ذات دور مهم وفعال جداً في حياة المواطن.

عشت تجربة شخصية الأيام الماضية مع المؤسسات الصحية الإماراتية. في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، حيث كنت خلال فترة إقامتي مع أختي خلال يومين في هذا الصرح العريق أتلمس التميز. أول شيء هو وجود الكادر الطبي الإماراتي ومعه الكادر التمريضي. هذه صورة لم تكن حاضرة من قبل، وتتزايد يوماً بعد آخر. التعليم، والاستثمار في الطاقات البشرية الوطنية والثقة فيهم، أفرز جيلاً جديداً متحمساً. هذا لا يعني الاستغناء عن الخبرات الوافدة، ولكن ثمة تغيير نحو الأفضل في هذا المجال. وهذا التغيير تراكمي وسيستمر للوصول إلى حد أقصى من الكادر المحلي من أبناء البلد ممن يستطيعون الجمع بين الكفاءة الطبية والخبرة الإدارية لتشغيل مؤسسات حيوية مثل المستشفيات. ثم هناك الإمكانات الكبيرة.

مستشفى الشيخ شخبوط، أو بالأصح مدينة الشيخ شخبوط الطبية، عالم واسع يجمع الإمكانيات. هذه تفاصيل كثيرة تنفق عليها الدولة بسخاء ولكنها ليست شرطاً مرئياً لمن يمن عليه الله بصحة دائمة. مدينة الشيخ شخبوط الطبية أحد أكبر مستشفيات الدولة، يحتل موقعاً استراتيجياً في العاصمة أبوظبي. تمتد المدينة الطبية على مساحة 300 ألف متر مربع، وقد تم تصميمها وفق أرقى المقاييس والمعايير العالمية، وتضم أحدث الأجهزة الطبية، خاصة أجهزة الموجات فوق الصوتية الحديثة التي لا تتوافر في أي مكان في المنطقة، بحيث تفي بمتطلبات المنطقة الصحية، والاستدامة البيئية وهي مجهزة بمعدات وأنظمة صديقة للبيئة. ويشتمل المشروع على عدة مبان، من بينها المبنى الرئيس للمستشفى الذي ينقسم إلى أربعة أبراج، ومبنى العيادات الخارجية عبر ممر يربط بينها وبين المبنى الرئيس، ويضم طابقين لجميع التخصصات وصيدلية ذكية في كل طابق، إضافة إلى مباني الخدمات ومحطات الكهرباء والتكييف، إضافة إلى مهبطين للطائرات العمودية، ومساحات خضراء واسعة مصممة بإتقان وفق دراسة وافية والتي تم إعدادها بمتابعة حثيثة من قياداتنا الرشيدة.

المرض، عافانا الله وعافاكم، ليس شيئاً حميداً. لكن المريض الذي يدخل إلى مبنى أشبه بفندق خمسة نجوم وتحيط به عناية ورعاية تشبه خدمات الدرجة الأولى في الطائرات، ويشاهد الوجوه الباسمة التي تمنحه الثقة بأنه في أيد أمينة وأنه سيتلقى الأفضل في العالم من علاج ورعاية، وتحيط به الخضرة، سيكون مهيأ نفسياً أكثر لتقبل العلاج والتعافي. وما يقال عن المريض يقال عن مرافقيه. فمرافقة المريض شيء يثير التوتر ويحتاج المرافق (والمرافق هنا مهم لأن المريض يريد أن يكون معه شخص من أهله) إلى الإحساس بأنه مرحب به وأن المكان مريح لكي لا ينعكس مزاجه سلباً على المريض نفسه. في مدينة الشيخ شخبوط الطبية كل هذا متوفر ويبوح بالإحساس بأن كل شيء على ما يرام. نشكر قيادتنا الرشيدة على الاهتمام بالصحة والمرافق الصحية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"