الطريق إلى الثالث من نوفمبر

03:49 صباحا
قراءة 3 دقائق
سليمان جودة

المناظرة التلفزيونية بين مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وكامالا هاريس، السيناتورة عن ولاية كاليفورنيا في مجلس الشيوخ، شغلت الناس كما هي العادة في المناظرات المماثلة.

ولم تذهب هاريس إلى المناظرة بوصفها سيناتورة في الشيوخ فقط، ولكنها تواجه بنس باعتبارها المرأة التي اختارها المرشح الديمقراطي جوزيف بايدن نائبة له، إذا ما فاز في السباق الرئاسي ودخل البيت الأبيض رئيساً.

ومن خلال الصدى السياسي الذي نتج عن المناظرة التي ضمت ترامب وبايدن قبل أيام، يبدو واضحاً أن الجمهوريين عوّلوا على مناظرة النائبين أكثر مما عوّل عليها الديمقراطيون.

والسبب أن مناظرة المرشحين الرئاسيين قد امتلأت بالسباب والشتائم، خصوصاً من جانب الرئيس الأمريكي في حق المرشح المنافس، إلى درجة أنه جرى وصف المناظرة في كثير من وسائل الإعلام، بأنها مشاجرة أكثر منها مناظرة، وأن ترامب قد خرج منها خاسراً بين قطاعات الرأي العام.

وقد كشفت استطلاعات الرأي العام عن مؤشرات في هذا الاتجاه، منها على سبيل المثال استطلاع قامت به صحيفة «وول ستريت جورنال» أوضح أن بايدن تقدم على ترامب ب 14 نقطة، وأن السبب هو أداء الرئيس طوال المناظرة وتطاوله بالألفاظ على المرشح المنافس.

وإذا كان هناك من يرى أن ذهاب الرئيس الأمريكي إلى المستشفى، مصاباً بفيروس كورونا قد أكسبه بعضاً من التعاطف، وأعطاه تعويضاً ولو نسبياً عن خسائره في المناظرة، فهناك على الجانب الآخر من يرى أن هذه الخسائر لن يعوضها بشكل حقيقي سوى أداء تلفزيوني مختلف، يقوم به النائب بنس في مواجهته مع كامالا التي تحوز درجة من الشعبية بين الناخبين، وعلى الأرجح، فإن هذا لن يتحقق.

والحديث عن مكاسب ترامب السياسية من وراء دخوله المستشفى حديث نظري لم يتم تدعيمه بعد بكلام علمي يؤكده ويجعله حقيقة، حتى ولو كان الرئيس قد خرج من سرير المرض إلى الشارع يلوح للجمهور ويدعوه إلى النزول للميدان وممارسة حياته الطبيعية وعدم الخوف من كورونا.

إن هذه النقطة تحديداً يمكن أن تضيف إلى رصيده بين ناخبيه؛ لأن المواطن في الولايات المتحدة الأمريكية بالذات، قد مل القيود التي يفرضها عليه التخويف طول الوقت من الفيروس. ومن شأن مواطن يعيش هذه الحالة أن يتعاطف مع المرشح الذي يدعوه إلى عدم الخوف؛ بل وينزع كمامة الوجه الطبية في العلن أمام الجميع غير عابئ بتعليمات الفريق الطبي.

فالمرشح الديمقراطي بايدن، يحذر في المقابل من اتساع رقعة الإصابة، ويتحدث عن أن المسافة بين الأمريكيين وبين التخلص من زمن الوباء لا تزال كبيرة، وهذا حديث في حد ذاته لا يحظى برضى الناس في العموم، حتى ولو كان حديثاً علمياً يستند إلى ما يقول به الطب.

والظاهر على الرغم من ذلك، كله أن الجمهوريين في الحزب الحاكم ينظرون إلى بنس وكأنه حصان طروادة الذي تتحدث عنه الأسطورة اليونانية القديمة، وتصفه بأنه القادر على التسلل إلى حصن الخصم وتدميره عن آخره.

وعلى الرغم من أن الأيام التي تفصل بيننا وبين الانتخابات الأمريكية في الثالث من نوفمبر، تكاد تكون معدودة على أصابع اليد، فإنها يمكن أن تحمل كثيراً من المفاجآت على الطريق من هنا إلى هناك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"