عادي

مثقفون: الخليج سقف متوازن من الرؤى والأبعاد الوطنية

01:17 صباحا
قراءة 6 دقائق
اليوبيل
اليوبيل

استطلاع: أوميد عبدالكريم إبراهيم

تحتفي صحيفة «الخليج»، ومعها نخبة من المثقفين الإماراتيين باليوبيل الذهبي للصحفية، 50 عاماً من الزمن و«الخليج» تُعايش كبرى التحولات التي مرت بها الإمارات والمنطقة في سياقاتها السياسية والثقافية والمجتمعية، وتؤدي دوراً محورياً في صقل التجربة الصحفية والكتابية، وتنمية الوعي ثقافياً وفكرياً، وتعمل جاهدةً لإيصال مِداد القلم الإماراتي إلى كلِّ محفل؛ كلّ ذلك في إطار سقف متوازن من الرؤى والأبعاد الوطنية والاجتماعية الإماراتية، والالتزام بقيم ومعايير الصحافة الرصينة بكافة مواثيقها وأعرافها.

د. علي بن تميم: محتوى رصين وجودة عالية بطريقة ريادية

يؤكد الكاتب والأكاديمي د. علي بن تميم، أن صحيفة «الخليج» أدت دوراً كبيراً في صقل تجربة الكتابة الصحفية، وعايَشَتها أولاً بأول منذ التحولات الكبرى التي مرت بها الإمارات، وحين نتحدث عن نصف قرن مع «الخليج»؛ ينبغي أن ننظر إلى التحول الضخم الذي نهضت به الصحيفة في السياقات الثقافية والسياسية ضمن التحولات الهائلة في الإمارات والمنطقة، وعلى المستوى الثقافي تقدم الصحيفة محتوى رصيناً وجودة عالية بطريقة ريادية وكفاءة عالية نفتخر بها. كل هذا حدث طيلة 5 عقود من الإنجاز في ظل ظروف أقل ما يقال عنها هو أنها سريعة التحول والتغير؛ ليس فقط على مستوى القطاع الثقافي؛ بل على مستوى التنمية الهائلة في الإمارات.

إنه تحول كبير في صحيفة «الخليج» ودولة الإمارات على حدٍّ سواء في ظل الإخفاقات والتحديات التي يواجهها الكثير من دول المنطقة.

لقد حملت «الخليج» رسالة الوحدة، ودعمت جهود التسامح الثقافي، وحاربت الجهل والأيديولوجيات المتطرفة، وساهمت في تنمية الوعي الثقافي والفكري، وعبَّرت عن صوتٍ إماراتي عربي حقيقي ينبض بالحياة، ويعكس آراء الناس وتطلعاتهم، وجسدت الهوية الإماراتية القائمة على التغير والتحول والحيوية، فاستطاعت ونحن ننظر إليها أن تحمل ثقافياً ثنائية الأصالة والحداثة، ولم تكن متحيزة يوماً؛ بل كانت منبراً لكل دعاة التجديد والتحول.

ويمكن أن نقول باطمئنان إنها أهم صحيفة عربية؛ نتيجة خبرة العاملين فيها واحترافيتهم ومهنيتهم، ونتيجة دور المؤسسين تحديداً، والذين نتوجه إليهم بِوافرِ التقدير.

محمد البريكي: صخب الشعر وجمال السرد وجرأة النقد 

يرى محمد البريكي، مدير بيت الشعر في الشارقة، أن «الخليج» صحيفة تختزلُ الحياة بكل ما فيها، ويقول: إننا نرى عبر صفحاتها، وبالأخص الثقافية؛ رائحة صخب الشعر وجمال السرد، وجرأة الكتابات النقدية التي تملأ الدنيا دويّاً، وتختصر المسافة بين الحبر والورق، وعلى مدار سنوات طوال، ومُذ كنتُ أُجهِّز للمقال الأول الذي حمل عنوان «عود ثقاب»، وأنا أضع في الحسبان أنني يجب أن أتنزّه مع القراء في حدائق الشعر واللغة، والسفر إلى المجهول، وأن نحاول تعويض المسافات بمناقشة القضايا التي تفرض نفسها على الساحة الإبداعية.

واليوم و«الخليج» تحتفل بمرور 50 عاماً على انطلاقتها؛ أشعر بأنني أنا وجيلي شهودُ عصرٍ على إنجازاتها التي لا يمكن حصرها في زاوية صغيرة كهذه؛ خصوصاً أنها شديدة الثراء في كل أبوابها، وأغرت القراء على مدار خمسين عاماً بالصدق والشفافية والموضوعات الفارقة، فأصبحت بما تملك من مقومات صحفية راسخة وكَتيبةٍ من أمهر الإعلاميين؛ صرحاً شامخاً يشخّص فكر المجتمع، ويتّسق مع العالم الخارجي، ويجوب في كل مكان؛ فضلاً عن الصفحات الثقافية المتخصصة التي منحت للأدب والشعر خاصة؛ مذاقاً آخر.

في هذه الاحتفالية التي تعيدني إلى البدايات التي أطلَّت فيها صحيفة «الخليج» على المنطقة كلها، فإن من الحق أن نقول إنها جزء لا يتجزأ من حياتنا؛ نقرأ صفحاتها بسعادة كبيرة، ونطالع موضوعاتها التي تشرق يومياً، فهي ملاذ الشعر، الأدب، السياسة، الفن، المنوعات، الرياضة والأسرة بكل أجوائها؛ نبحث فيها عن أنفسنا.

د. ابن جرش: تسهم في التنمية ودعم المبدعين

يشير د. محمد بن جرش، الأمين العام لاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات ؛ إلى أن الحديث عن صحيفة «الخليج» يعني أن نستذكر مؤسسيها أولاً، وأن نشير كذلك إلى دورها الكبير في التنمية الثقافية، ونقل الأخبار الوطنية والمسائل والقضايا الاجتماعية بكل مهنية واحترافية؛ لكون الصحفيين الذين عملوا ويعملون في هذه الصحيفة منذ تأسيسها وإلى اليوم؛ ينتمون إلى مشارب ثقافية مختلفة، منهم السياسي، الشاعر وغير ذلك، ما انعكس إيجاباً على إبداعاتهم الصحفية، وفي انتقاء الحوارات والمواد المنشورة، بل وفي الإبداع المستمر في طرح المواضيع للرأي العام في سبيل التغيير والتجديد الحقيقيين، ونخص بالذكر القسم الثقافي الذي يدهشنا بما يقدمه لنا من أخبار ومواد ثقافية محلية وعربية وعالمية، وفي تقديم عناوين الكتب الجديدة والحوارات مع الشخصيات الثقافية البارزة من مختلف الدول العربية.

شخصياً استفدتُ كثيراً من صحيفة «الخليج»، ومما تقدمه من مواد وتقارير تجدد معلوماتنا وتطلعنا على كل ما هو جديد، وتنشر الأخبار المحلية وتدعم الأقلام الوطنية وتشجعها على الكتابة، وعليه فقد مارست دوراً عظيماً في تمكين الكتّاب الشباب ونشر الوعي والثقافة بطريقة مهنية، كما أن لي ذكريات مع الصحيفة من خلال الحوارات الكثيرة التي تتابع الواقع الثقافي وترصده عن كثب، وللخليج قاعدة بيانات ضخمة وثمينة، وهذا دليل مكانتها الاحترافية التي يستفيد منها القارئ والمجتمع على حد سواء؛ فضلاً عن انتقاء كادر صحفي احترافي على الدوام منذ تأسيسها. باختصار، صحيفة «الخليج» وطنية وجديرة بالمطالعة، وتستحق أن تكون في المراتب الأولى عربياً على الدوام.

صالحة غابش: سعدت بنشر كتاباتي فيها لأنها مقروءة 

صحيفة «الخليج» بالنسبة لصالحة غابش، المديرة العامة للمكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة؛ هي أهم الصحف العربية، والأكثر قراءةً، وتقول غابش إن لهذه الصحيفة جاذبية من حيث عرض المعلومات والجوانب المختلفة، وهي تتناسب مع أفكارنا وتوجهاتنا الثقافية، الوطنية والاجتماعية، ومن أجمل ذكرياتي مع الصحيفة أنني نشرت أولى كتاباتي بعد دخولي عالم الكتابة من خلال صفحة «مع الناس»، وكانت السعادة تغمرني حينها، كما نشرت فيها الكثير من المقالات الاجتماعية والتربوية، وكانت مقالاتي تحظى بالاهتمام والاحتفاء، وبعد البدء بكتابة الشعر والقصة؛ نشرت أعمالي في «الخليج» أولاً، وفي ذلك الحين كنت في بداية طريقي، وكنت سعيدة بنشر كتاباتي فيها لأنها مقروءة على نطاق واسع، ومن خلال هذه الصحيفة بنيتُ اسمَ صالحة غابش.

لقد تبنَّت «الخليج» أعمال المبدعين من مختلف الأجيال منذ السبعينات وإلى يومنا هذا؛ كما أشرفت على صفحاتها الثقافية شخصيات مهمة، ومن الطبيعي أن أخصَّ الصفحة الثقافية بالذكر لأنها أكثر ما كان يهمنا، وكانت ولا تزال مركز شعاع ثقافي من خلال الشخصيات التي عملت في هذه الصفحة، ومن خلال المواد المهمة التي كانت تولي الاهتمام بها.

د. محمد يوسف: صوت صادح في الإمارات وصداه في كل مكان

يقول الفنان التشكيلي والباحث والأستاذ المساعد في جامعة الشارقة د. محمد يوسف: منذ خمسة عقود، ومنذ أن انفتحنا على نور المعرفة ووهج الثقافة، وصوت صحيفة «الخليج» العالي يصدح في الإمارات، وصداها يصل إلى كل مكان، فقد تربينا على نهجها، وظلّت على الدوام تغذي الفكر العربي من خلال الأسماء اللامعة في الإمارات والوطن العربي، واستقطبت واستكتبت الكثير من الكفاءات، وميزان فكرها كان دوماً موازياً لنهج وسياسة الإمارات من خلال توصيل الحقائق للقراء والمتابعين، وما يهمني شخصياً أنها واكبت التطور الثقافي والفكري لكتّاب وفناني الإمارات، فكانت مظلة كبيرة تغطي العديد والمزيد من الإبداعات، وشهدت ولادات الكثير من الأسماء التي دعمتها «الخليج»، وبرهنت على نجاحها على أرض الواقع، ويكفي أنها تحملت وشجعت الأقلام على النقد البنَّاء وتحليل الأعمال الفنية.

تنوعت «الخليج» في صفحاتها، وغطت الكثير من التخصصات والدراسات والبحوث، وأخذت على عاتقها أن تكون الصحيفة الأولى في المنطقة، وخلال هذه العقود الخمسة تربَّت أجيال فيها، وتخرجت منها شخصيات قيادية في شتى المجالات.

الهنوف محمد: نكهة ثقافية خاصة وذات فضل كبير

تتحدث الهنوف محمد، رئيسة مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، نائبة الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب، عن تجربتها الشخصية مع صحيفة «الخليج» منذ تسعينات القرن الماضي، وتقول: إن علاقتي مع هذه المؤسسة العريقة كانت علاقة احتواء؛ حيث احتوتني الصحيفة في بداياتي، ومنحتني مجالاً ومساحة لأكتب في الصفحة الثقافية، وبدأتُ الكتابة وسط اهتمام وتشجيع كبيرين، وقد كانت بدايات النضوج في الشعر بالنسبة لي في «الخليج». إنها صحيفة مختلفة تماماً، وتتميز بنكهة ثقافية وريادية خاصة، ولها فضل على جيل التسعينات بشكل خاص؛ كما كانت مصدراً رئيسياً للأخبار، ومثَّلت المشهد الثقافي باحترافية وحيادية؛ فضلاً عن دعمها للمبدعين الجدد في مختلف المجالات، ومن يريد قراءة وتأريخ المشهد الثقافي الإماراتي على مختلف المستويات، فإن عليه أن يستعين بأرشيف جريدة «الخليج» الغني والعميق جداً، والذي يغطي أسماء جميع المبدعين.

ولجريدة «الخليج» دور وطني كبير من خلال مختلف صفحاتها التي ترعى وتهتم بشؤون الوطن والمواطن، وتهتم بالمواضيع السياسية من نافذة وطنية بحتة، ولطالما كانت القضايا الوطنية على رأس أولوياتها، وباتت بمثابة منبر لأبناء دولة الإمارات لتتبع مختلف القضايا والشؤون التي تمس واقعهم ومستقبلهم بمنتهى الصدقية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"