عادي

أماكن مهجورة تروي قصصاً من الماضي

21:50 مساء
قراءة 4 دقائق
1
1
1

إعداد: هشام مدخنة

هناك مجتمعات مهجورة في جميع أنحاء العالم لها تاريخ مثير، ومملوء بقصص وحكايات مؤثرة. من مدن التعدين والمصانع القديمة، إلى محطات الرحلات البرية، ومراكز السكك الحديدية، مروراً بالصحراء الشاسعة، أو المناطق الجبلية الخضراء. وتمنح هذه البلدات الغريبة والمناطق النائية، التي تحوّل بعضها لنقاط جذب سياحي، مزيداً من التشويق، وصوراً لذكريات الماضي المؤلم، والمخيف، أحياناً.

كولمانسكوب - ناميبيا 

هي مدينة أشباح في جنوب ناميبيا، تقع على بعد عشرة كيلومترات من مدينة لودريتز الساحلية. ازدهرت بعد اكتشاف حقول الألماس في بديات القرن الماضي، ولكن سرعان ما فقدت هذه المدينة بريقها، واستنفدت كنوزها بحلول الثلاثينات، وبدأ سكانها بالنزوح لمناطق أخرى بحثاً عن حقول ألماس جديدة. وبحلول منتصف القرن أصبحت مهجورة تماماً. واليوم استسلمت لرمال الصحراء التي غطت معظم أبنيتها.

جواليا - أستراليا الغربية

تنتشر السيارات الصدئة ومنازل عمال المناجم المهجورة في أرضية الصحراء، جنباً إلى جنب مع منزل مدير المنجم آنذاك، مع وجود فندق، وسلسلة من أعمال التعدين الصناعي. هناك أيضاً متحف يضم قطعاً أثرية. وفي ذروة ألقها في أواخر القرن التاسع عشر، عاش نحو 1200 شخص في جواليا، التي كانت تتمحور حول أحد أكبر مناجم الذهب. ولكن عندما اختفت خيرات المنجم، في عام 1963، اختفى معها السكان، وأصبحت المدينة الذهبية موطناً ل40 شخصاً فقط.

كراكو - إيطاليا

تقع كراكو على قمة تل في مقاطعة ماتيرا الإيطالية. اجتاحها وباء في القرن السابع عشر، ما أسفر عن مقتل جزء كبير من السكان. ونظراً لموقعها المتأرجح على قمة الجرف، كانت المدينة عرضة للانهيارات الأرضية طوال القرن العشرين، وسرّع ذلك في مغادرة سكان المدينة ممن بقي صامداً. وعلى الرغم من مغادرة سكانها لها، كانت كراكو بيئة رائعة لتصوير العديد من الأفلام، وظلت واحدة من الوجهات السياحية الشهيرة في إيطاليان وتمت إضافتها إلى قائمة صندوق الآثار العالمية في عام 2010.

هامبرستون وسانتا لورا - تشيلي

داخل صحراء أتاكاما الشاسعة في تشيلي، تقع بقايا مدن الأشباح الغامضة «هامبرستون وسانتا لورا»، في واحدة من أكثر الأماكن المقفرة على وجه الأرض، لدرجة أن علماء «ناسا» استخدموها كبديل للمريخ. ولم يمنع ذلك البشر من اتخاذ منازلهم هنا على مر القرون، وبناء أكبر مدينتين صناعيتين في إحدى أكثر البيئات غير الصالحة للسكن في العالم. وحتى عام 1929، كان هناك أكثر من 200 معمل، وعدد كبير من مناجم «نترات البوتاسيوم»، أو الذهب الأبيض.

لكن الصناعة بدأت بالتراجع خلال الحرب العالمية الأولى وأغلقت المناجم نهائياً في الستينات، وتشتت الناس. واليوم تتناثر مدن الأشباح الصحراوية مع ذكريات صناعة مزدهرة، ولا تزال هنا بقايا سكة حديدية، ومبان صناعية، وآلات.

هيوماك - كرواتيا

هي قرية قديمة مهجورة للرعاة يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر، ويمكن الوصول إليها عبر التلال الكثيفة الأشجار في جزيرة هفار. وبمنازلها الحجرية البسيطة وساحاتها الصغيرة وشوارعها الضيقة ومناظرها البعيدة المدى للساحل وما وراء جزيرة براك، تعتبر قرية هيوماك مكاناً رائعاً للتجول والحصول على نظرة ثاقبة لما كانت عليه الحياة الريفية في هذا الجزء من دالماتيا.

ويمكن رؤية الآبار الجافة، والبراميل الخشبية المهترئة بسبب الطقس، والعديد من الجدران الحجرية المنهارة، والمتناثرة. ولفت سحر الطبيعة، إضافة إلى المنازل القديمة، أنظار السياح لقضاء العطلات، وإلقاء نظرة على بقايا كنيسة سانت جون وبولس التاريخية المهجورة.

سيلفر سيتي يوكون - كندا

تم بناء مدينة الفضة النموذجية التي تحولت إلى مدينة أشباح، في الروافد الجنوبية الغربية من إقليم يوكون، في أوائل القرن العشرين. وتشتهر المنطقة عموماً، بثرواتها المعدنية، وتغطي الغابات أيضاً مساحة كبيرة.

كان هناك منازل على الطريق وثكنات، وكبائن للشرطة، فيما مضى، وما زالت بقاياهم مجمعة على ضفاف بحيرة كلوان حتى اليوم.

وقامت الطبيعة الأم ببناء مستوطنتها هنا في مدينة الأشباح. حيث تتنقل الأرانب، والسناجب، بين الشاحنات المهجورة، والمنازل المتهالكة.

وفي فصل الشتاء، تتنهد الكبائن التي يزيد عمرها على قرن من الزمان تحت وطأة الثلوج الكثيفة.

بريبيات - أوكرانيا

كانت بريبيات، الواقعة في شمال أوكرانيا، مدينة صناعية مزدحمة يسكنها نحو 50 ألف شخص، وهي موطن أولئك الذين يعملون في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، وعائلاتهم. لكن الكارثة وقعت في 26 إبريل عام 1986، وانفجر المفاعل رقم 4 بمحطة الطاقة خلال اختبار أمان روتيني، ما أدى إلى حريق مدمر، وانتشار المواد الكيميائية المشعة.

وتسبب الإشعاع الخطير بمقتل العديد من عمال المصنع، واضطر سكان بريبيات، والمناطق المحيطة بها إلى الفرار. والمدينة التي تركوها وراءهم موجودة الآن مثل كبسولة زمنية تقشعر لها الأبدان، مع مقاعد صغيرة، مبعثرة داخل الفصول الدراسية، وللمفارقة يعتبر منتزه بريبيات الترفيهي أكثر المواقع رعباً على الإطلاق.

سانجوينو - البرتغال

إنها رحلة شديدة الانحدار إلى قرية سانجوينو القديمة المفقودة في ساو ميجيل، في جزر الأزور البرتغالية. ماتت المستوطنة الصغيرة، والنائية في السبعينات عندما انتقل سكانها إلى مكان آخر في الجزيرة بحثاً عن الخدمات العامة، والمدارس. وترك آخرون الجزر البركانية البعيدة تماماً وهاجروا إلى أمريكا. واليوم يمكن رؤية بقايا نحو 20 منزلاً يتم ترميمها، ومزرعة على طول المسار الصخري الذي يمر عبر القرية وشلال المياه هناك.

بلشيت - إسبانيا

تقف مدينة بلشيت اليوم لتكون بمثابة تذكير بأهوال الحرب الأهلية في مقاطعة سرقسطة الإسبانية. تم تدمير المدينة بالكامل تقريباً خلال معركة استمرت أسبوعين في عام 1937. وبدلاً من هدم ما تبقى منها، تُركت مبانيها المثقوبة بالرصاص، وجدرانها المنقوشة بشكل معقد، قائمة كرمز خالد في المنطقة. وينطلق السياح إلى شوارع بلشيت المملوءة بالأنقاض في جولات سياحية للتعرف إلى هذه الشريحة المدمرة من التاريخ الإسباني.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"