الحل المنتظر في ليبيا

23:17 مساء
قراءة دقيقتين

صادق ناشر

سيكون الحوار القائم بين أطراف الصراع في ليبيا، الذي انطلق الاثنين، في العاصمة التونسية، فرصة لمراكمة التفاؤل بإنهاء الوضع المتأزم في البلاد، منذ سقوط نظام الرئيس الليبي معمر القذافي على أيدي معارضيه في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2011، وهو العام الذي شهد انطلاق ما يسمى «ثورات الربيع العربي»، التي غيرت ملامح الكثير من الدول، خاصة في اليمن وليبيا وسوريا.

 الحوار تشارك فيه 75 شخصية من مختلف الأطراف الليبية، ولأهميته حضر الرئيس التونسي قيس سعيّد في جلسته الافتتاحية، وألقى أمامه كلمة أكد فيها أن هذه الخطوة جاءت من أجل السلام، خاصة في ظل الظروف التي تعيشها مناطق مختلفة في ليبيا.

 قيس سعيّد يدرك حساسية المرحلة التي تمر بها ليبيا، ولهذا شدد على أن الحل لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل توافق بين أطراف الصراع هناك، وعدم السماح للعامل الأجنبي أن يتدخل في ذلك، خاصة وقد أثبتت الأحداث التي شهدتها البلاد خلال السنوات التسع الماضية، أن العامل الخارجي زاد من توسيع الفجوة بين مختلف الأطراف ولم يساعد في الحل، لأن كل دولة لها أجندتها الخاصة وتعمل من أجل تحقيقها، ومصالح الشعب الليبي تأتي في نهاية اهتماماتها.

 بانطلاق مؤتمر الحوار في تونس، يكون الليبيون قد قطعوا أشواطاً إضافية على طريق إنهاء الاحتراب بين مختلف التوجهات العسكرية والتوجه نحو إعادة ترتيب البيت الداخلي، الذي تعرض للكثير من الهزات العنيفة، ذهب بسببها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وتم تدمير البنية التحتية التي أقامها النظام السابق، وهي بالمناسبة، ليست من أمواله، بل من أموال الشعب.

 هي إذاً لحظة تاريخية يعيشها الليبيون اليوم، ربما تفضي إلى طريق يحتكم فيها الجميع إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ومن يأتي إلى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع، سيكون محاسباً أمام الشعب.

 تحتاج القضية إلى عزيمة صادقة وإرادة ثابتة لتجاوز ما تعيشه ليبيا في الفترة الحالية، كما أشار إليها الرئيس التونسي، الذي بذلت بلاده الكثير من الجهد، إضافة إلى دولة الجزائر ومملكة المغرب، لإنهاء حالة الحرب التي تعيشها ليبيا، لأن هذه الدول تدرك أن النار المستعرة في ليبيا، يمكن أن تمتد إلى داخلها، وحينها سيكون من الصعب احتواء أضرارها.

 أمام الليبيين مهمة كبيرة تتمثل في وضع لبنات لحل مستدام، يبدأ في الاتفاق على وقف الصراع المسلح، ثم البحث في خطة لجمع السلاح وحصره في يد الدولة ومؤسساتها الشرعية، إضافة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس التخصص والكفاءة، وبهذا تفتح الحوارات التي عقدت قبل تونس، وفي عواصم عربية وأوروبية عدة، طريقاً لحل يبحث عنه الليبيون منذ ما يقرب من عقد من الزمن.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"