عادي

سهم «بديل اللحوم» ينزلق في مطابخ «ماكدونالدز»

00:24 صباحا
قراءة 4 دقائق
ماكدونالدز، بيوند ميت
تعاون بين ماكدونالدز وبيوند ميت في كندا

مهما كان ما تقدمه شركة ناشئة جديداً وواعداً فإن العمالقة لديهم دائماً وصفاتهم الجاهزة للمنافسين الجدد، ومن شأن ما يقومون بتحضيره في المطابخ السرية أن يشكل صخرة تتحطم عليها أحلام الشركة الوليدة. ولكن هذا ليس كل شيء والمنافسة لا تتوقف، وإن كان لكل حصان كبوة. 
هذا الملخص يعبّر إلى حد كبير عما جرى لشركة بديل اللحوم (بيوند ميت) Beyond Meat، التي انزلقت أسهمها لليوم الثاني، الثلاثاء، في أعقاب نتائج فصلية مخيبة للآمال عكست ضعف الطلب على منتجاتها في المطاعم بسبب جائحة فيروس كورونا، وما زاد الطين بلة، إعلان سلسلة مطاعم «ماكدونالدز» الدخول في غمار بدائل اللحوم، من خلال موردين لم تكشف عنهم، وإن كانت توحي عن «بدائل» عن «بيوند ميت».

الصورة
بيتزا هت

وهوى سهم «بيوند ميت» 19%، الثلاثاء، بعد هبوط حاد تجاوز 28% بعد ساعات التداول يوم الإثنين، ماحياً أكثر من 1.5 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة، التي سارعت للإعلان عن شراكة جديدة مع سلسلة بيتزا هت في الولايات المتحدة، لتقديم أول بيتزا من بدائل اللحوم. ولا يزال سهم بيوند ميت مرتفعاً حوالي 60% منذ مطلع العام.

إرتباك بين المستثمرين 

وأثار إعلان ماكدونالدز عن خط إنتاج نباتي يسمى «ماك بلانت» ارتباكاً بين المستثمرين حول ما إذا كانت شركة «بيوند ميت» ستكون مورداً لأكبر سلسلة مطاعم أمريكية من حيث المبيعات. ورفض عملاق الوجبات السريعة الإفصاح عن أي تفاصيل بشأن الموردين.
من جهته، قال كريس كيمبزينسكي الرئيس التنفيذي لماكدونالدز لـCNBC في مقابلة الثلاثاء: «لدينا علاقة مع بيوند ميت، حيث دعمونا في سوق الاختبار الكندي.. لم نتخذ قراراً بعد بشأن الكيفية التي سنكون بها والموردين الذين يدعمون طرحنا العالمي، لذلك لا أريد التعليق على ذلك.»

ماك بلانت

وتعتزم «ماكدونالدز»، إضافة سلسلة من المنتجات النباتية على قوائم الطعام لديها تحت اسم «ماك بلانت»، لتركب بذلك موجة الأطباق البديلة عن اللحوم.
ومن شأن هذه المبادرة التي قدّمتها السلسلة في إطار استراتيجية جديدة تعوّل فيها على منتجات الدجاج وخدمات الطلب من السيارة، أن تتيح لـ«ماكدونالدز» تعويض تأخرها في هذا المجال.
وكانت «برجر كينج» أطلقت نسختها النباتية من شطيرة البرغر الشهيرة «ووبر» في الولايات المتحدة في نيسان/ أبريل 2019.
كذلك حاولت شبكات أخرى مثل «دانكن» و«ستاربكس» خوض المجال من خلال تقديم منتجات موجهة إلى زبائن أكثر حرصا على حماية البيئة أو الحيوانات أو يبحثون عن مصادر غذائية أقل تشبعا بالدهون.

بدائل اللحوم 

وقد انطلقت بدائل اللحوم مثل الستيك بالصويا منذ سنوات، إلا أن شركات ناشئة مثل «بيوند ميت» و«إيمباسيبل برغر» طورت في السنوات الأخيرة منتجات أقرب إلى مميزات اللحوم الحيوانية لناحية الطعم والشكل واللون.
وطرحت «ماكدونالدز» في كندا سابقا شطيرة برغر مع ستيك مصنوع من نباتات «بيوند ميت».
وهي باتت تسعى إلى تقديم مزيجها الخاص المصنوع حصريا لمطاعم «ماكدونالدز»، في بعض الأسواق اعتبارا من السنة المقبلة.
ولم توضح شبكة المطاعم ما إذا كانت ستجدد عقدها مع «بيوند ميت»، مكتفية بالإشارة إلى أنها ستستعين بجهات مزودة خارجية كما الحال مع باقي منتجاتها.
وقد تتوسع مروحة منتجات «ماك بلانت» لتشمل بدائل عن الدجاج أو البيض أو السندويتشات المخصصة لوجبات الفطور، وفق ما أوضحت المجموعة خلال تقديم أمام المستثمرين.
وقال إيان بوردن المشرف على أنشطة «ماكدونالدز» في العالم «نحن سعداء لهذه الفرصة لأننا نعتقد أننا نطرح منتجا بقيمة مثبتة ومذاق لذيذ»، مضيفا «عندما يكون الزبائن جاهزين، نحن نجهز من أجلهم».

الكلاسيكيات باقية 

لا تزال «ماكدونالدز» تعوّل على منتجاتها الأشهر بينها «بيغ ماك» و«ماك ناغتس» والبطاطا المقلية، وهي تمثل ما يقرب من 70 % من إيراداتها في الأسواق الرئيسية.
وأشارت المجموعة في بيان إلى أن «الطلب على المنتجات المألوفة في هذه الفترة المضطربة كان أكبر من أي وقت مضى، (ماكدونالدز) ترى أن هذه الكلاسيكيات الأساسية ستستمر في تأدية دورها كمحرك نمو هام بفضل شعبيتها وربحيتها».
ورغم ذلك، تسعى «ماكدونالدز» إلى إجراء بعض التعديلات، بينها على سبيل المثال استخدام أنواع جديدة من الخبز لشطائر البرغر مع «تحسين المقاربة» المعتمدة في تحضير أطباق الستيك.
كذلك تسعى السلسلة إلى التركيز على المنتجات المرتكزة على الدجاج والتي تحقق نموا أكبر من باقي الأطباق المحضرة من البيض.
وبعد نجاح العرض الموقت على أصابع الدجاج (ناغتس) بالتوابل في الولايات المتحدة، تعتزم «ماكدونالدز» إطلاق شطيرة بالدجاج المقرمش في البلاد سنة 2021.

منصة إلكترونية 

ولتحفيز مبيعاتها على الإنترنت التي سجلت أصلا تقدما كبيرا منذ بدء الجائحة، تعتزم «ماكدونالدز» تجربة منصة إلكترونية جديدة واستحداث برنامج مكافآت للزبائن.
كذلك تنوي السلسلة العملاقة إنشاء مواقع مخصصة حصرا لتوفير خدمات الطلب إلى السيارات وتخصيص خطوط للزبائن الذين أرسلوا طلبياتهم عبر الإنترنت.
وقد تراجع رقم أعمال المجموعة عالميا بنسبة 2 % في الربع الثالث جراء الجائحة. لكن هذا الرقم يعكس تحسنا بالمقارنة مع الربع الثاني الذي شهد تراجعا في المبيعات بنسبة 30 %. كما نجحت «ماكدونالدز» في تحقيق ارتفاع في صافي الأرباح بنسبة 10% في 1,76 مليار دولار.
وبقيت كل مطاعم السلسلة تقريبا مفتوحة طوال فترة الجائحة.
لكن «ماكدونالدز» أشارت إلى أنه «بسبب الازدياد المتجدد في أعداد الإصابات بكوفيد-19 منذ أيلول/سبتمبر، لاحظنا مرات عدة قيودا من جانب الحكومات على مواقيت العمل، وعدد الأشخاص المسموح بتناولهم الطعام في الداخل في أكثرية البلدان، وفي بعض الحالات فُرض إغلاق تام لصالات المطاعم».
وتؤثر هذه القيود على أكثرية الأسواق الرئيسية للسلسلة خارج الولايات المتحدة، بينها فرنسا وألمانيا وكندا وبريطانيا، وفق «ماكدونالدز». (وكالات) 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"