عادي
«تايم فور ذي بلانيت» صندوق غير الربحي

صندوق استثماري يراهن على الشركات لمكافحة التغير المناخي

02:30 صباحا
قراءة 3 دقائق
حرائق في كاليفورنيا
حرائق في غابة أنجلس الوطنية في سبتمبر 2020 في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

خاض نحو 5 آلاف شخص مغامرة «تايم فور ذي بلانيت» التي تقضي باستثمار يورو واحد لتمويل ابتكارات مراعية للبيئة، على أمل تحفيز النضال ضدّ الاحترار المناخي من داخل المنظومة الاقتصادية.
منذ أن أصدر خبراء الأمم المتحدة في هيئة المناخ تقريرهم المدوّي سنة 2018 حول الوقت الضيّق المتبقّي لتخفيض انبعاثات غازات الدفيئة، زاد زخم النضال البيئوي في العالم مع تظاهرات شبابية وحركات عصيان مدني كـ «إكستنكشن ريبيليين».

مليار يورو لإنشاء 100 شركة 

وتسعى «تايم فور ذي بلانيت» إلى أن تكون «تكاملية» لكن على صعيد آخر هو ريادة الأعمال، على قول دوني غالا غارسيا، أحد مؤسسي هذا المشروع البالغ عددهم ستة.
ويقضي الهدف من هذا «الصندوق الاستثماري غير الربحي» بحشد مليار يورو على المدى الطويل لإنشاء مئة شركة يطوّر كلّ منها ابتكارا يساهم في إزالة الكربون من الاقتصاد، من وسائل نقل نظيفة إلى زراعة خالية من الأسمدة الحاوية نيتروجين، مرورا بتقنيات احتباس الكربون.
ويقول دوني غالا غارسيا «ليس لدينا الوقت لتغيير النظام الاقتصادي، لذا نأخذه كما هو حتّى لو لم يكن كاملا. ونحن نتلاعب بالنظام من دون القضاء عليه لتوجيهه في مسار يبدو لنا أفضل حالا».
وجذبت هذه الرؤية التي لا تدعو لا إلى الحدّ من النموّ ولا إلى «العودة إلى القرون الوسطى» نحو خمسة آلاف مساهم حشدوا ما مجموعه مليون يورو تقريبا في خلال بضعة أشهر.
فيليب دوبري واحد من هؤلاء المستثمرين استثمر حتّى الساعة 50 يورو في المشروع. ويكشف هذا المهندس الزراعي الأربعيني أنه لم يعثر على أي منظمة تمثّل فعلا نظرته في مجال البيئة وهو يشعر في سياق هذا الشروع بأنه «حقّا من الجهات الفاعلة».
وهو حصل على تدريب خاص ليقيّم مع غيره من الشركاء المشاريع الابتكارية المقدّمة، ليس من حيث إمكان تنفيذها على الصعيد التقني، إذ تتولّى لجنة علمية إصدار توصيات في هذا الشأن، بل من ناحية تماشيها مع بعض المبادئ، مثل قابلية استنساخها على الصعيد العالمي أو القدرة على جني الأرباح من دون براءات اختراع.

ضرب من الجنون

وتعدّ قاعدة المصدر المفتوح أحد المبادئ الرئيسية لـ «تايم فور ذي بلانيت». وقد يخيّل للمرء «أنه ضرب من الجنون»، على قول كولين ديبيل التي ساهمت في إطلاق هذه المبادرة. وهي تؤكّد إن «الوضع ملحّ لدرجة أن العكس هو جنوني، فكيف لنا أن نترك فكرة جيّدة بين أيدي فريق واحد».
وتردّ كولين على مَن يصفونهم بالمتوهّمين، مشدّدة على ضرورة التحرّك «في كلّ الاتجاهات» نظرا للوضع المناخي الملحّ.
ويدعم عالم المناخ جان جوزيل هذه المبادرة «حتّى لو كان ممكناً أن تبوء بالفشل»، ويقول «إنهم يتكلّمون بطموح عن استثمارات طائلة، لكننا لن نصل إلى مبتغانا إذا لم يتحرّك أحد».
وحتّى لو تكلّلت المبادرة بالنجاح، لن يكون في وسع المستثمرين حصد استثماراتهم الأولية قبل عشر سنوات على الأقل. ويؤكّد القيّمون على هذا المشروع من جهتهم أن هذا الطابع «غير الربحي» هو الذي يجعل فكرتهم مميّزة.
ويقول ماكسيم سوربييه الذي يعمل في الهيئة الوطنية للسكك الحديد في فرنسا «ما نكسبه هو المشاركة في هذه المغامرة التي تولّد أمورا حسنة».
وبعد فتح باب الترشيح في كانون الأول/ديسمبر، تأمل «تايم فور ذي بلانيت» إنشاء ثلاث شركات في 2021 تحقّق بدورها الأرباح.
وتؤكّد كولين ديبيل «نريد أن تحقّق هذه الشركات الأرباح ليرغب آخرون في حذو حذوها» واستنساخ الابتكار الذي طوّرته على نطاق واسع.
وبغية تسريع وتيرة العمل، يأمل القيّمون على هذا المشروع جمع عشرة ملايين يورو العام المقبل، من خلال استقطاب مستثمرين أكبر واعتماد قواعد حوكمة رشيدة لتفادي سيطرة أحد الأطراف.
(أ.ف.ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"