ابتكر.. لا تكتفِ بالمشاهدة

23:40 مساء
قراءة دقيقتين

التغير مرافق دائم للتطور، لا يمكن أن تحدث عملية تقدم نحو الأمام للبشرية دون أن تكون عملية من عمليات التغير ماثلة وواضحة، خاصة في مجالات حيوية ومهمة مثل التعليم والإنتاج والعمل. وفي العادة يشمل التغير المفاهيم والآليات والطرق السائدة، ولا غرابة أن يتم إخضاع التنظيمات والتعليمات للمراجعة والتحديث، والمشكلة التي تقع وتحدث دائماً هي مقاومة ورفض هذا التغير، ومثل هذه المقاومة طبيعية، لأننا عندما نتعود على شكل ما وإيقاع حياتي دائم، تصبح عملية الانتقال صعبة ومحفوفة بالمخاطر، ويساق الكثير من التبريرات التي توضح أن لا شيء يحتم أو يتطلب ويحتاج لهذا التغير، وأن كل شيء يسير بشكل طبيعي، لماذا إذن نغير إيقاعاً أو آلية وهي فعالة وتقوم بمهمتها؟
المخاوف من أن يكون التغير فيه تقويض عملية ناجحة من أهم التبريرات التي تساق، لكن التغير لا يتوقف عند المعاملات والإجراءات بل حتى في الميكنة والأجهزة والمعدات، فالمخترعات لا تتوقف والمبتكرات مستمرة في دخولها المستمر على كل جهاز وتحديثه، خاصة في هذا العصر الذي تميز بالإيقاع السريع، فالتحولات التي نشهدها نلاحظها متسارعة وتحدث في غضون عام أو عامين، والتغيرات والتطور الذي كان يحدث بشكل بطيء وخلال فترة زمنية قد لا تقل عن عقد من الزمن، نراه في عصرنا الراهن يحدث بسرعة وإتقان، والمطلوب من كل واحد منا مواكبة هذه التغيرات وفهمها وأيضاً معرفة إدارتها والتعامل معها. والعلاج ليس في الرفض أو التوقف عن التطوير المعرفي، بل في التماهي مع هذه المسيرة الطبيعية، والعمل على الريادة فيها والتأثير عليها، بمعنى العمل على أن نكون منتجين ومساهمين في حراك التغيير الإيجابي نحو حياة أفضل للبشرية بأسرها، وألا نكتفي بالتوقف والاستهلاك أو انتظار المعدات والأجهزة الحديثة للتدريب على استخدامها. في مجال أعمالنا نحن مطالبون بحلول ومبادرات ذاتية، وفي اللحظة نفسها مطالبون بالتطور الذاتي وزيادة الحصيلة المعرفية، بمعنى أن وجودك في بيئة العمل وقد أمضيت فيها عدة سنوات، يحتم عليك الانشغال والتفكير في تطوير طريقة عملك والخروج من حالة التكرار، وابتكار طرق ووسائل جديدة لحل العقبات وما يعترضك من مشكلات والخروج عن المألوف أو السائد.
وفي هذا السياق يكفي المبادرة وأن تطرح أفكارك والتي قد تلقى صدى لدى إدارتك. المهم أن نساهم في الحركة الابتكارية السريعة التي يشهدها العالم وعدم الاكتفاء بالمشاهدة.




[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"