ذنب لا يغتفر

00:24 صباحا
قراءة دقيقتين

ضياء الدين علي

* «وشهد شاهد من أهلها» وأقر بذنبه، ولكن بعض الذنوب لا تغتفر، كما أن بعضاً منها يكون تكفيراً عن ذنب آخر.

الكلام ليس مبهمًا، فهو جملة وتفصيلًا عما اقترفته لجنة المنتخبات الحالية برئاسة يوسف السهلاوي في حق المنتخب وجمهوره، عندما بادرت في بداية مهمتها إلى استبدال الكولومبي بينتو بالصربي يوفانوفيتش، من دون أية أسباب منطقية، ومن دون إدراك لما قد يسببه قرار مصيري كهذا من عواقب، فكل ما نحن فيه الآن محسوب على هذا القرار الذي من السهولة بمكان استدراك أنه كان متسرعًا، ويكفي مبدئيًا أن نرصد حقيقتين:

• الأولى: أن يوفانوفيتش كفؤ وكنا نعرفه، والأهم من كفايته ومعرفتنا به، أنه يعرف لاعبينا جيدًا ويعرف كل شيء عن كرة الإمارات ومنتخبها وظرفه الحرج في التصفيات، بينما العكس هو الحاصل مع بينتو الذي لم ولن نشكك مطلقًا في أهليته، ولكن هذه الحقيقة تستوجب سؤالًا بديهيًا: لماذا بعنا الذي نعرفه شكلًا وموضوعًا واشترينا الذي لا نعرف عنه شيئاً؟ 

.. عفوًا خبراتنا السابقة مع المدربين العظام الذين مروا على المنتخب، علمتنا بما فيه الكفاية أن السيرة الذاتية وحدها لا تكفي لتحقيق النجاح، فمن بين أكثر من 40 مدربًا مروا على عتبة «الأبيض» لم يبق منهم بخانة الناجحين إلا عدد تحصره أصابع يد واحدة، وللمفارقة والعجب، كان أفضلهم من حيث الإنجازات «الوطني» مهدي علي، الذي لم يرد ذكره في مقام المفاضلة، عندما تأزمت الأمور بدل المرة ثلاث مرات في أقل من عامين.

• الثانية: حصل بينتو على فرصته بلعب 3 مباريات تجريبية (أوزبكستان، طاجكستان، البحرين) بينما يوفانوفيتش ربما لم يحصل على 3 حصص تدريب!  فمن أين تولدت القناعة بعدم أهليته والمنتخب لم يلعب تحت ولايته مباراة واحدة؟ 

.. هذا المعنى ذكرته في وقته عبر برنامج «ملاعبنا» في قناة الشارقة الرياضية، وتساءلت عن حيثيات القرار لأن اختيار يوفانوفيتش واختيار بينتو كلاهما كان محسوباً على الإدارة الحالية للاتحاد ، ولم يختلف بالنسبة لنا سوى مسمى رئيس لجنة المنتخبات حيث حل السهلاوي محل حميد الطاير.

* الخلاصة.. الأزمة أزمة ثقافة سائدة، ومؤقتًا يمكن اعتبار ما حدث «ذنب إقالة يوفانوفيتش».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"