العربية.. مؤشرات إيجابية

01:52 صباحا
قراءة دقيقتين

مؤشرات إيجابية كثيرة حملها تقرير حال ومستقبل اللغة العربية الذي أطلقته وزارة الثقافة والشباب. بداية هو أول تقرير أكاديمي يرصد حال العربية في عدة محاور أساسية، لها علاقة بالمستوى الذي وصلت إليه لغة الضاد في كافة الميادين العلمية والعملية، خاصة في هذا العصر الذي يتسم بالسرعة، بعد انتشار وسائل الإعلام، والفضاء الإلكتروني الجديد، وتطبيقاته الكثيرة، وأيضاً بعد القفزة الهائلة في الرقمنة، وفي المنشور الإلكتروني.
 التقرير يدشن  أول قاعدة بيانات، يمكن الاستناد عليها في التقارير اللاحقة عن وضع لغة الضاد، عربياً وفي العالم، وهو ما يعني أننا على وشك بدء رحلة انطلاق جديدة، للبحث في أسباب ضعف العربية، أولاً في مجالها الحيوي وهو الوطن العربي، بين الأطفال والمتعلمين الشباب والدارسين الأكاديميين، وثانياً في الفضاء الأوسع، أي في حضورها العالمي، كلغة بحث علمي في الطب والفيزياء والكيمياء.
اتبع التقرير منهجاً بحثياً يدرس الواقع الحالي للغة الضاد،  يشير إلى مكامن التحدي في واقع العربية اليوم، وقدم مؤشرات صريحة، فيها قدر كبير من التفاؤل، فهو أولاً يشير إلى بعض الدول العربية التي قدمت مبادرات وطنية حيوية واستراتيجية في دعم الثقافة العربية، ومنها الإمارات، التي أصبحت من الدول المتقدمة في دعم لغة الضاد إيماناً منها بأنها لغة الهوية الجامعة.
 أشار التقرير إلى نقط مضيئة بخصوص العربية اليوم، ومن ذلك أن هناك نحو 137 مليون مستخدم للعربية على الإنترنت، و17 مليون تغريدة، باللغة العربية يومياً، و 72% من التغريدات في الوطن العربي هي باللغة العربية.
كما أشار إلى إقبال كبير في عدد المتعلمين من غير الناطقين بهذه اللغة، برقم وصل إلى 31500 طالب جامعي في أمريكا درسوا العربية، وأن لغة الضاد احتلت المركز الثالث بين أكثر اللغات انتشاراً في مراحل التعليم العالي، فضلاً عن 60 جامعة درّست العربية في بريطانيا و46 جامعة درّستها في الصين.
ومع ذلك، فثمة ما يدعو للسؤال، بخصوص مؤشرات الترجمة التي وإن دلت أرقامها الجديدة على ارتفاع ملحوظ عما سبق، فإنها لا تزال دون المستوى المأمول،  فالأرقام تشير إلى 3500 عنوان من الكتب المترجمة خلال 20 عاماً، وهو رقم خجول، مقارنة بما يترجمه العالم في لغات مثل الإنجليزية والفرنسية والإسبانية.
إن إشارة  التقرير إلى ضعف التشريعات اللغوية بشأن العربية، والافتقار إلى استراتيجية عربية واضحة، وقلة البيانات والإحصائيات المطلوبة في هذا المجال، يحملنا مسؤولية أكبر كدول، ومؤسسات، وأفراد، في ضرورة البحث عن آليات جديدة لزيادة المحتوى العربي في شقه النظري، وأيضاً الرقمي، وضرورة تعزيز ثقة الشباب من فئة المتعلمين بلغتهم الأم، خاصة مع إيمانهم بأن لغتهم لم تعد منافسة في سوق الأعمال، والبحث عن وظيفة، وأنها لم تعد منافسة في العلوم واقتصاد المعرفة، رغم كونها لغة حضارية وإنسانية، وصالحة لكافة مجالات العلوم والمعارف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب وشاعر وصحفي أردني، عمل في الصحافة الأردنية / في القسم الثقافي بجريدة الدستور ، ويعمل اليوم محررا في جريدة الخليج الإماراتية / القسم الثقافي، صدرت له عدة كتب في الشعر بينها: "ظلال" ، وردة الهذيان / ، وكبرياء الصفة / ، كما صدر له كتاب في الإمارات بعنوان "محطات حوارية مع وجوه ثقافية إماراتية" .
له كتاب مترجم غير منشور/ قصائد عن الإنجليزية، نشرت بعض هذه القصائد في "ثقافة الدستور" وفي مواقع إلكترونية محكمة مثل موقع "جهة الشعر.
شارك في أماسي وملتقيات شعرية عربية كثيرة، وقد قدمت حول نتاجاته الأدبية الكثير من القراءات النقدية.
عضو رابطة الكتاب الأردنيين ، وعضو نقابة الصحفيين الأردنيين.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"