عادي

«اللغة العربية والرقمنة».. حلول لتطوير المحتوى

20:05 مساء
قراءة 5 دقائق
1
  • مقترحات لتطوير النشر وبناء منصة عربية للمحتوى الرقمي
  • عبدالفتاح: تحديات رقمنة المحتوى العربي تكمن في بنية اللغة
  • كيلاني: المحتوى العربي يستخدم في منصات الذكاء الاصطناعي
  • آل علي: نحتاج إلى توحيد الجهود نحو تحول رقمي ونوعي
  • حبش: أنجزنا قارئاً ذكياً للنصوص في «نيويورك أبوظبي»
  • هيكل: هناك ضرورة لخلق فرص مستقبلية في قطاع النشر

 
أبوظبي: نجاة الفارس


اختتمت، أمس الأربعاء، فعاليات أسبوع اللغة العربية الذي نظمته وزارة الثقافة والشباب الإماراتية في 20 من الشهر الجاري وذلك بمناسبة اليوم العالمي للغة الضاد الذي يصادف  18 ديسمبر من كل عام، وكانت الوزارة قد أطلقت تقريراً بخصوص العربية يناقش حالها ومستقبلها، وصف بأنه الأول من نوعه موثقاً بالأرقام والدلالات وشارك في إعداده مختصون عرب وجامعات أكاديمية مرموقة.
 شمل يوم الختام عدة جلسات أبرزها واحدة بعنوان «اللغة العربية: أين مكانها في عالم الرقمنة؟» بمشاركة كل من عبد الله ماجد آل علي، المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بدائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، د. خالد عبد الفتاح، مستشار الحلول المعرفية والرقمية بمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بشار كيلاني، مدير منطقة الشرق الأوسط في IBM، د. عبد السلام هيكل، المؤسس ورئيس مجلس إدارة هيكل للإعلام، ود. نزار حبش، أستاذ علوم الحاسب الآلي بجامعة نيويورك أبوظبي، وأدارتها الإعلامية صفية الشحي.
*تحديات وفرص
ناقشت الجلسة عدة محاور أبرزها: التحديات في مجالات رقمنة المحتوى العربي والنشر، وأهم الفرص لتطوير آفاق هذا القطاع الثقافي الإبداعي المهم، ومكانة العربية في قطاع النشر، والرقابة بوصفها عملية تحقق من المعلومات والحقوق ضد القرصنة على المحتوى المنشور أو المتداول رقمياً بشكل خاص، والتعلم الآلي والمنظومات الخوارزمية العربية في إطار الاستخدامات الرقمية، وصولاً إلى الحلول والنظرة الاستشرافية لواقع رقمنة المحتوى العربي والحلول التي يمكن تقديمها كخطة طريق لصناعة النشر والترجمة.
**تحول رقمي
أشاد عبد الله ماجد آل علي بالجهد الدؤوب لوزارة الثقافة والشباب قائلاً: «إن تقرير حالة العربية ومستقبلها رسم خارطة طريق لهذه اللغة الغالية علينا والقريبة من وجداننا»، معتبراً أننا بحاجة إلى تحول رقمي ضخم، وجهود مشتركة بين القطاعين الخاص والعام نحو تحول رقمي كبير ونوعي مقارنة مع ما يمثله اليوم من نسبة ضعيفة، مع ملاحظته ازدياد الاهتمام بالمنصات التي تخدم العربية كأمازون وغيرها، الأمر الذي سيسهل مهام دور النشر المحلية الخاصة والحكومية نحو التحول الرقمي بشكل أسرع مما نراه الآن.
وأشار إلى قطاع النشر العربي بوصفه يواجه مشكلات بنيوية، وحركة الترجمة التي تحتاج إلى تطوير من العربية وإليها، كما نحتاج إلى استبعاد المحتوى غير القانوني، وقرصنة الحقوق في الفضاء الرقمي، والتقاطعات بين الصناعات المختلفة في سبيل تنمية المحتوى العربي ورقمنته.
وتحدث آل علي عن تحديات رقمنة المحتوى العربي وتطوير النشر، وقال: «نحن بحاجة إلى تكاتف جهود كل مبدع وكل مؤسسة حكومية وخاصة لتحقيق هدف رفد الإنترنت بأكبر حجم ممكن من المحتوى العربي من نصوص وصور، كي نصل إلى زيادة نسبته في المحتوى الرقمي العالمي لتصبح 5% على أقل تقدير، مع أهمية مواجهة القرصنة وسرقة الحقوق، وتطوير الشراكات من أجل تطوير البنية التحتية الرقمية عربياً، والعمل على إنشاء محتوى ضخم يعزز انتشار العربية وقوتها التي تحتل المرتبة 16 عالمياً».
أما الدكتور عبد السلام هيكل فأشار إلى ضرورة دعم وتمكين العربية رقمياً عبر إيجاد فضاء خاص بها لتنمية الصناعات المرتبطة باللغة لا باللغة نفسها، إضافة إلى تمكين آليات البحث في المحتوى العربي المتاح رقمياً، والنهوض بطرائق تدريس اللغة، وتطوير صناعة النشر وتمكينها بإدخال فكر الصناعة إلى النشر بمظلة تشريعية تنفيذية ليصبح النشر معززاً لهذه الصناعة، مع مراعاة مسألة التسويق في العالم الرقمي للترويج للمحتوى المنشور على الإنترنت، وقال: «الإنترنت أصبحت جزءاً من حياتنا، وهناك ضرورة لإيجاد محتوى تنموي كالحاجة إلى المحتوى العربي عبر شبكة الإنترنت».
ودعا هيكل إلى قيام كيانات اقتصادية وتحالفات صناعية في قطاع المحتوى العربي والرقمنة والنشر، تخلق اقتصادا هائلاً برؤية واضحة وموارد كبيرة وإصرار على النجاح في هذا السوق، وأهمية دور المشرّع في المجال لخلق فرص مستقبلية في مجال النشر.
*الذكاء الاصطناعي
نوه الدكتور حبش إلى تجربة جامعة نيويورك أبوظبي في بناء أنظمة التحليل الآلي للعربية، متضمناً صيغ الكلام وتقطيعه ومعانيه واستخداماته لغةً ومصطلحاً، وإنجاز المعجم العربي المتدرج لقراءة النصوص والمفردات عبر استخدام الذكاء الاصطناعي، و«مكنز قُمر» للمفردات التراثية العربية باللهجات المستخدمة في منطقة الخليج، وأشار إلى أن استخدام التقنيات الرقمية يمر عبر فهم احتياجات المستخدم خاصة في مجالات المحتوى اللغوي ودلالاته المعرفية، كما يمر عبر طرائق التعليم، ومجانبة الحديث بالفصحى والخوف من تسييس استخدامها على حساب العامية أو العكس، معتبراً أن التقنيات الرقمية تحتاج إلى  تقعيد تعليم اللغة خاصة في التعامل الرقمي مع اللغات بشكل عام، والخوارزميات التي تتحكم بعمل الحاسوب في تعامله مع صيغ الكلام ومخرجاته.
*حوسبة عربية
وتحدث بشار كيلاني عن التاريخ العريق لدخول الحوسبة في العالم العربي منذ القرن الماضي، الأمر الذي خلق بيانات ضخمة في المحتوى اليوم، قائلاً: «هناك وفرة في البيانات سواء كانت حكومية أو مصرفية أو خاصة، ومن ضمنها براءات اختراع وتقنيات ابتكرها مبدعون عرب ولا تزال مستخدمة اليوم في الذكاء الاصطناعي والحوسبة»، وأشار إلى أن المحتوى الرقمي العربي منتشر وبشكل إيجابي واضح في صناعات التطبيقات الذكية والاستخدامات الحاسوبية ومنصات الذكاء الاصطناعي، وصولاً إلى التعامل الأعمق مع اللهجات ضمن مراكز الاتصالات، وكذلك في مجال الترجمة المتبادلة بين العربية واللغات الأخرى، لجهة غنى لغة الضاد وعمقها، موصيا بأهمية تحفيز المحتوى والاستخدام الأمثل للغة غنية وعميقة مثل العربية، وختم حديثه وأكد كيلاني حقيقة غنى العربية وقدرتها على تطوير نفسها ومجاراة التقنيات الحديثة.
*خصوصية اللغة
وأشاد د. خالد عبد الفتاح بإطلاق الوزارة تقرير العربية ومستقبلها، معتبراً أن التحديات التي تواجه رقمنة العربية تتمثل في بنية اللغة نفسها وخصوصيتها في شكل الاشتقاق والتقنيات التي تستخدمها عبر آليات الذكاء الصناعي، إضافة إلى تحديات وجود منصات وبوابات للمحتوى الرقمي، مشيراً إلى أهمية المبادرات التي تطلقها الإمارات التي تشجع على استخدام العربية وتمكين المحتوى العربي الرقمي، بينها مبادرة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة لسد الفجوة بين التشريع والواقع ببناء منصة رقمية تنسق هذه الجهود لمواجهة التحديات على مستويات البيانات وضعف حجمها ودقتها، والحاجة إلى المعاجم والمعلومات وتشتت المحتوى، والتحديات الاقتصادية التي يواجهها الناشرون، وكيفية تشجيع الناشر على دعم المحتوى العربي وتبنيه، إضافةً إلى حضور العربية في التعليم الحكومي والخاص، وختم عبد الفتاح بأهمية التفكير في تغيير المستقبل بدلاً من انتظار استمرار تراجع المحتوى العربي الرقمي وضعفه عالمياً، وشدد على أهمية تكاتف الجهود وتنسيقها في سبيل بناء منصة عربية واحدة للمحتوى الرقمي.

 

 

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"