بوركينا فاسو: انتخابات ضد التطرف

00:44 صباحا
قراءة دقيقتين
3

عن «اللوموند»

في هذا البلد المبتلى بالإرهاب، تعكس الجولة الأولى من إعادة انتخاب الرئيس روش مارك كريستيان كابوري رغبة السكان في الاستقرار.

في الوقت الذي يتم فيه الطعن في شرعية الديمقراطية التمثيلية وحكم صندوق الاقتراع في أجزاء كثيرة من العالم، فإن الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم الأحد 22 نوفمبر في بوركينا فاسو لها قيمة رمزية. وتشهد صفوف الناخبين الذين انتظروا فجراً للتصويت في هذا البلد، وهو من أفقر دول العالم، على هذا الأمر المتمثل في التطلع إلى المستقبل واختيار ممثليه بحرية وهو أمر عالمي.

 في 26 نوفمبر، تم الإعلان عن إعادة انتخاب الرئيس كريستيان كابوري في الجولة الأولى بنسبة 57.87%، الذي تم انتخابه في عام 2015 بعد الانتفاضة الشعبية التي أنهت سبعة وعشرين عاماً من السلطة بلا منازع لبليز كومباوري. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، قتلت الهجمات أكثر من 1600 شخص، وأدت إلى نزوح مليون آخرين من قراهم في شمال وشرقي الإقليم، على الحدود مع مالي والنيجر على التوالي.

 وبلا شك، لم تتمكن مراكز الاقتراع المهددة من قبل المتطرفين المنتمين إلى «القاعدة» أو «داعش»، من فتح أبوابها؛ حيث لم يتمكن نحو 500.000 من أصل 6.5 مليون ناخب مسجل من التصويت، ولم تتجاوز نسبة الإقبال 50%. وحذر مسلحون من أنه سيتم قطع كل إصبع تغمس في الحبر لتشهد على تصويت صاحبها. ولا يمكن التقليل من الأهمية التي يمثلها تنظيم هذا الاقتراع، الذي اعتقد كثير من المراقبين بأنه مستحيل، ولا النجاح في إجراء انتخابات رئاسية مشتركة بهدوء- مع ثلاثة عشر مرشحاً- وانتخابات تشريعية مشتركة.

ومع ذلك، لا يمكن لهذا العمل الفذ أن يخفي التحدي الهائل الذي تفرضه سيطرة الجماعات المتطرفة على مناطق كاملة مما يسمى ب«أرض الرجال المستقيمين»، التي اشتهرت منذ فترة طويلة بحرية التعبير والتعايش. وإذا كانت بوركينا فاسو على شفا الفوضى، فذلك أولاً لأن هذه الجماعات تزدهر بسبب إخفاقات الدولة.

لذا فإنه سيتعين على كابوري، نزع فتيل دوامة العنف الخطِرة الناتجة عن تجنيد مجموعات للدفاع عن النفس، التي أطلقها بمبادرة منه، ضد «قطاع الطرق» المتطرفين من الإسلامويين، الذين غالباً ما يتشكلون على أساس عرقي.

ولن ينجح الرئيس كابوري دون اتخاذ إجراءات حازمة لتقييد دور المدنيين في القتال ضد المتطرفين، ومكافحة الانتهاكات العسكرية وحل النزاعات على الأراضي. كل هذا يحدث في بلد هزته أزمة فيروس كورونا المستجد؛ حيث يعاني واحد من كل عشرة من السكان من الجوع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

صحيفة لوموند

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"