الخطة البديلة

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

نقف على عتبة العام الجديد وبين أيدينا أحلام ومشاريع نتسلح بها من باب الأمل، لكننا في قرارة أنفسنا نخبئ «الخطة البديلة» التي قد نضطر إلى استخدامها، هذا السلوك صار بدهياً في زمن الوباء الذي يتحكم بشكل أيامنا، ويجبرنا على اختيار طرق بديلة كي نصل إلى ما نريده وحتى تستمر الحياة وينهض العالم من هذه الكبوة. 
قطعنا مرحلة وما زال أمامنا مراحل من التحدي. فتحنا أبواب المدارس أمام أبنائنا مع مرونة في التعامل في الحضور والغياب، ثم عاد الوباء ليستشرس من جديد ويفرض على العالم غلق أبوابه واختيار العزلة كنوع من الحماية والوقاية للحد من انتشاره. تطورات الفيروس تجعل البشرية في حال ترقب دائم واستعداد للتغيير في أي لحظة، والموجة الجديدة منه تزيد من قلق أولياء الأمور الذين يفكرون أولاً بأبنائهم ومصير العام الدراسي.
طبعاً لا مجال للتفكير بوقف الدراسة تحت أي ظرف، فما نمر به كشف لنا عن أهم ميزة لتطور التكنولوجيا وكيفية الاستفادة منها في بيوتنا، حيث صارت هي الحل الأمثل والمنقذ للتعليم بكل مراحله، وها نحن نقبل على بداية الفصل الدراسي الثاني وكلنا أمل في استكمال التعليم كي ننهي هذا العام بأفضل الوسائل. لذا لم نفاجأ بقرار وزارة التربية والتعليم عن انطلاق الدراسة في الفصل الدراسي الثاني، في 3 يناير/ كانون الثاني 2021، «عن بُعد» لطلبة جميع المراحل التعليمية، على أن تكون نسبة دوام الهيئات التدريسية والإدارية والفنية في المدارس، 50% «مع تطبيق نظام التناوب»، طبعاً وفق الجدول الذي يقره كل مدير لمدرسته. 
نعيش مرحلة متقلبة رغماً عنا ويتشارك فيها العالم من أقصاه إلى أدناه، ولا بد من الاستعداد الدائم للاعتماد على الخطط البديلة، لأننا نتحايل على الوباء ونتكيف مع الظروف التي وضعنا فيها وفرضها علينا. والتعليم عن بُعد هو البديل الأمثل والأضمن والأسلم كي ننهي عامنا الدراسي بخير وفي المواعيد المحددة، ولا نحرق مراحل مهمة من مراحل التعليم أو نعطل مسيرة أبنائنا التعليمية سواء في المدارس أو الجامعات. 
حلمنا بأن ندخل العام الجديد بتحديات جديدة وتطلعات مختلفة، لكن «كورونا» ما زال يصر على تطوير أسلحته ومهاجمة العالم، وما زال الأمل يحثنا على التفاؤل بحسن ختام العام الدراسي وتخريج دفعات من أبنائنا للحياة العملية ولتكون لهم بصمة مميزة في بناء مستقبل أفضل.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"