تعليم عن بُعد

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

لم تعد عملية التعليم عن بُعد، خياراً لدى الطلبة وأهلهم؛ بل أصبحت واقعاً يجب تدارسه بشكل كبير من المعنيين بالمنظومة التعليمية بشكل كامل، لإيجاد أفضل سبيل لتحقيق أكبر فائدة للطلاب والأهل وحتى المعلم والمدرسة.
مسألة التعليم عن بُعد، فرضت نفسها بين ليلة وضحاها على جميع دول العالم، بلا استثناء، بسبب جائحة «كورونا»، كشفت بشكل جلي قدرات الدول على التعاطي مع هذه المسألة، وحجم تطور بُناها التحتية وحداثتها، أو العكس، بشكل كشف للأهالي عن أن هناك دولاً نجحت في هذا الاختبار، وأخرى أخفقت بدرجة أوجبت عليها إعادة النظر في منظومتها التعليمية كاملة.
ليس هناك من جهة رصدت حال جميع الدول في العالم، وأجرت مقارنات عن كيفية تعاطيها مع قضية التعليم عن بُعد، لكن عبر الاطلاع على ما توفر من أخبار رسمية، ومشكلات طفت على السطح، تحدث عنها الأهالي عبر مواقع التواصل، تبيّـن أن عدد الدول التي نجحت بتقدير جيد أو أكثر في هذا الاختبار، كانت قليلة مقارنة بعدد الدول الأقل.
بعض الأهالي تحدثوا عن أن دولهم، ولعجزها عن خدمة الطلاب عبر عملية التعليم عن بُعد، لجأت إلى الطريقة التي مضت عليها عشرات السنين، بتوفير التعليم عبر الدروس التي تبث على التلفزيونات، ومن دون أي تفاعل، وهي طريقة نشطة في ثمانينات القرن الماضي؛ بحيث يقدم المعلم منهاجه عبر حلقات تلفزيونية تبث كل يوم حلقة في موعد محدد، لجميع مواد الفصل.
بعض الدول ذهبت إلى أبعد من ذلك بقليل، عبر بث هذه الحلقات المتلفزة أيضاً، لكن مع شيء من التحسين برصد أسئلة الطلبة واستفساراتهم، عبر موقع الوزارة ثم الإجابة عنها في نهاية الحصة المتلفزة.
خيارات أخرى، طرحها موضع التعليم عن بُعد، استخدمتها بعض الدول تمثلت في سماع صوت المعلم عبر ميكروفون دون مشاهدته، ودون تواصل حقيقي مع الطلاب، إلا إذا تذكر المعلم اسم أحد الطلبة فينادى عليه، وهنا إما أن يجيبه أو لا، أو يتدخل رفيقه للإجابة عنه.
طريقة أخرى استخدمتها أكثر من دولة، تتمثل في دخول الطلبة على المنصة المدرسية وحضور الدرس في أي ساعة، وسماع الواجب البيتي وحله، من دون أن يراجعه المعلم.
طرائق كثيرة استخدمت في مسألة التعليم عن بُعد، وفنون عدة ابتدعها الطلبة الأشقياء باتت توجب على أصحاب القرار، أخذها في الحسبان؛ فهذا الجيل البالغ الذكاء خاصة في مسألة استخدام وسائل التقنية، يوجب على المختصين في هذا الميدان الاهتمام بها، سواء للإجابة عن تساؤلاتهم، أو سد الثغرات التي ابتكروها.
قضية التعليم بُعد باتت في غاية الأهمية، وعلى جميع الدول تدارسها وضبطها بقوانين وتشريعات ووسائل، وفوق كل هذا توفير بيئة لوجستية وتقنية تمكّنها من النجاح.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"