بلاغة الكلمة وروعة إيصالها

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

 

بلاغة الكلمة وروعة إيصالها.. هو الصوت المنبعث من الأعماق الذي يحمل بين طياته المشاعر والأحاسيس فيترجمها إلى حروف تنقل فتصل إلى الشخص المعني ليتلقاها، وما يحدثه وقع هذا التأثير فيه..
وكلما حسن استخدام روعة البلاغة في الكلمة كان لها من الأثر القوي فالكلام كائن حي يلامس بمعانيه الروح ويأسر القلب ويوقظ العقل..
ثم إن الكلام يعبر عن شخصية المتحدث وعن مكنوناتها، كذلك تؤثر حصيلته اللغوية في سهولة تحقيق ما يريده بإزالة الحواجز والتكلفة بينه وبين الغير..
فالكلمة روح تكتمل بها الصورة النهائية للجملة، والتوفيق في اختيار الكلمة الخاصة بالمعنى هو إبداع وتميز، ورسم لوحة فنان بريشة تدب فيها الحركة وتسري فيها الحرارة، فتحيا بها..
والهدف من الكلمة هو بلوغ مرادها، والاستخدام الصحيح لرونق اللفظ وصفائه، وحسن سبك التركيب والخلو من عبء النظم والتأليف..
فالبليغ من يستطيع إيصال المعنى إلى المستمع بإيجاز بل ويؤثر فيه ببلوغه قرارة النفوس..
والبلاغة هي أناقة الديباجة، ووثاقة السرد ونصاعة الإيجاز في غزارة المعاني ووضوحها في الذهن، وطواعية الأفكار ومرونتها في اللسان..
فالبليغ يأسرك بعذوبة كلامه ورخامة صوته إذا ما اقترنت ألفاظه بالأصالة وخصوصية معانيه وحسن استخدامها مع ما يلائم مقتضى حال السامع والمخاطب، بأن يتحدث بما يعبر عن قناعاته، وتجربته ورأيه الخاص بعد تحكيم العقل فيه، وليس ما جرت عليه العادة من استخدام لأمثال متداولة وصور سوقية مبتذلة..
والبلاغة هي ملكة يملكها صاحبها ويطوعها للتأثير في الغير ويقنعهم، ولن يصلها إلا بذهن ثابت وعاطفة جياشة قوية، وخيال خصب ثري، وأذن تحس بجمال الجرس وتتلذذ بإيقاعه، وعلم مكتسب من خلال القراءة في علم اللغة مع معرفة أحوال النفس البشرية وطبائعها والإلمام بما يحيط به من البيئة الطبيعية والاجتماعية..

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"