لا نتفاجأ بالدور الذي تقدمه المرأة الإماراتية اليوم.. فهي أهل لأي عمل توضع فيه، وهي متمكنة من الدرجة الأولى من إدارته وتحمل مسؤوليته بالكفاءة الكاملة في مواجهة تحدياته وأزماته المتجددة..
فنجد أنها تولت مناصب قيادية وأدارتها بكل احترافية وإبداع، فرأينا الوزيرة والعضوة في المجلس الوطني، كما أثبتت وجودها في وظائف إدارية عليا مرتبطة باتخاذ القرار، وفي إدارة مشاريع الأعمال..
أما اليوم فإن المرأة الإماراتية تثبت لنا بكل إصرار وعزيمة أنها كانت ولا تزال العمود الأساسي الذي يرتكز عليه كل شيء في البيت..
وأيضاً هي المرنة السهلة التي بإمكانها أداء متطلبات الأدوار الملقاة على عاتقها، ومواجهة مخاوفها والقضاء عليها والتمكن من أداء مهامها بالصورة التي ترضى هي عنها والتي تمثلها.
ففي التعليم عن بعد أصبحت هي المعلمة المسؤولة عن التدريس ومتابعة حل الواجبات وتسليمها في وقتها، والمديرة المسؤولة عن الانضباط والالتزام بالحضور في وقت الحصة مع عدم تفويت دقيقة واحدة، والأخصائية النفسية لمعالجة ما ترتب على البعد عن الأصدقاء والبقاء طويلاً في البيت، للحفاظ على الروح البهية والنفس الطيبة لأبنائها، بالإضافة إلى تقليل الوقت المخصص لها وربما عدمه في بعض الأيام لتتفرغ تماماً لهم..
كثير من الأمهات ليس لديهن خبرة في التكنولوجيا، لكنهن تعلمنها وأجدنها لتلبية ما يُطلب منهن وهو الحفاظ على استمرارية التعليم ومتابعة الأبناء من المنزل ومساعدتهم على أداء المهام اليومية المطلوبة منهم..
فهي لا تقوم بذلك بغية الحصول على الإطراء أو المدح أو حتى لنيل المكافآت، إنما تقوم بأداء واجبها لأنها تعلم أنها مسؤولة عما تقوم به، وأنها أهل لما يؤمل منها، بل وتثبت دورها ونجاحها وكذلك تميزها في كل عمل يُعطى لها..
اليوم نرفع القبعة لكل امرأة سعت في تدريس أبنائها، ووضعت نصب عينيها مستقبلهم، وأعطتهم الأولوية وتركت كل ما هو ليس ضرورياً أو يمكن تأجيله جانباً..
وإذا صح التعبير فأنت خط دفاع البيت الأول، والمسؤولة عنه.. فهنيئاً لك ولمجتمعك أنك موجودة فيه..
فأنتِ روح المنزل والعطر الفواح فيه، والبريق المتلألئ والعذوبة الرقراقة والماء المتدفق بجزيل العطايا.. فالحياة منك وإليك.
[email protected]
