عادي

الحلف الأطلسي يستعد لانطلاقة جديدة

21:26 مساء
قراءة 3 دقائق
1

بروكسل-أ.ف.ب

يستعدّ حلف شمال الأطلسي لإعادة صياغة علاقاته مع الولايات المتحدة من الانسحاب الأمريكي من أفغانستان إلى مسألة التمويل والتوتر مع الحليف التركي، إلا أن دبلوماسيين أوروبيين يحذّرون من أنه ينبغي على الحلف حلّ خلافات كبيرة للتمكن من إعادة بناء نفسه.
وسيُقام، الأربعاء، أول تواصل بين الحلفاء وإدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، عبر الإنترنت. وسيتوجه وزير الدفاع الأمريكي الجديد لويد أوستن إلى نظرائه الـ29 من واشنطن، ولا قرارات مرتقبة خلال اليومين الأولين من المحادثات لأن الأمريكيين يريدون أولاً التشاور مع حلفائهم.
وكتب أوستن في تغريدة: «رسالتي لنظرائي ستكون واضحة: علينا التشاور واتخاذ القرارات معاً والتحرك معاً. أنا مقتنع بأن الولايات المتحدة ستكون أقوى عندما تعمل ضمن فريق». وأوضح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، الاثنين، أن «هذا الاجتماع الأول مع إدارة بايدن يجب أن يتيح تحضير القمة التي ستُعقد في وقت لاحق من العام».
وتابع: «ينبغي علينا إعادة بناء الثقة المفقودة»، مضيفاً: «هناك الكثير من أعمال الإصلاح التي يتعيّن القيام بها».
ومن المقرر عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في 23 و24 مارس/ آذار، وقد تُعقد القمة قبل نهاية الربع الأول من العام، وفق المصدر نفسه. ويُرتقب صدور قرارات بسرعة بشأن بعثة «الدعم الحازم» لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان.
وينصّ الاتفاق الذي وقّعته إدارة ترامب مع حركة «طالبان» في فبراير/ شباط 2020 على سحب كامل قواتها في الأول من مايو/ أيار المقبل. وأكد ستولتنبرج أن «أياً من الحلفاء لا يريد البقاء في أفغانستان فترة أطول من اللازم».
لكن ظروف الانسحاب لم تتوفر. وقالت وزيرة الدفاع الألمانية، أنجريت كرامب-كارنباور، قبيل بدء الاجتماع «لسنا بعد في وضع يسمح لنا بمناقشة انسحاب القوات الدولية من أفغانستان المقرر في 30 إبريل/ نيسان».
وأضافت: «يعني ذلك تهديداً متزايداً على القوات الدولية لكن أيضاً على قواتنا. علينا الاستعداد لذلك، وسنناقش الأمر، الخميس، بالتأكيد».
وبدأ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، وكان آنذاك بايدن نائبه. ويرى محللون أنه من غير المرجح أن يعود بايدن بعد أن أصبح رئيساً، عن التعهّد بتخفيض عدد الجنود الأمريكيين في هذا البلد.
ولا يزال يتواجد 2500 جندي أمريكي في أفغانستان ضمن بعثة «الدعم الحازم»، التي باتت تضمّ 9600 جندي من 36 دولة عضواً في حلف الأطلسي أو شريكة للحلف.
وقال ستولتنبرج «دخلنا معاً، سنعدّل وجودنا معاً وسنغادر معاً عندما يحين الوقت لذلك».

 الفاتورة

 ويشكل التوتر المتزايد مع الحليف التركي موضوعاً خلافياً آخر، إذ يرتقب الأوروبيون أن يُتخذ قرار بشأنه مع بايدن. ويتوقع دبلوماسي أوروبي أن «الأمر سيكون صعباً جداً». وتصاعدت اللهجة، الاثنين، عندما اتّهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة بـ«دعم الإرهابيين الأتراك» في حزب «العمّال» الكردستاني، بعد أن اتهمت أنقرة الحزب بإعدام 13 تركياً كان يحتجزهم في شمال العراق منذ سنوات عدة.
وفي محاولة لاحتواء غضب أنقرة، حمّل وزير الخارجية الأمريكي مسؤولية قتل الأتراك إلى «إرهابيي حزب العمال الكردستاني»، خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو. وسيرخي غضب تركيا بثقله على أول اجتماع لحلف الأطلسي، إلا أن الحلفاء يرفضون محاسبة الرئيس التركي. وأوضح دبلوماسيون عدة قبل الاجتماع أن «تركيا حليف مهمّ وينبغي إبقاؤها في حلف الأطلسي».
وتتمحور العقدة الثالثة حول مسألة التمويل. فعلى مدى أربعة أعوام، تحمّل الأوروبيون والكنديون الاحتجاجات الأمريكية على الصعوبات التي يواجهونها لزيادة نفقاتهم الدفاعية. وغالباً ما كانت المواجهات مع ترامب مهينة، ويقرّ ستولتنبرغ بأنها كانت «غير منصفة».
وصرّح بأنه «من غير الطبيعي أن تقوم دولة تخصص جنوداً وعتاداً لمهمة جوية لحلف شمال الأطلسي أو لمجموعة قتالية بدفع الفاتورة». إلا أن مصدراً دبلوماسياً حذّر من أن فكرة ستولتنبرج تمويل نشر الجنود والعتاد من ميزانية الحلف تُعتبر «مرتجلة بالكامل»، و«لم تحظَ بأي تأييد».

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"