عادي

40 حكاية عن الفلسفة

23:19 مساء
قراءة دقيقتين
2

يعرف نايجل واربرتون في كتابه «مختصر تاريخ الفلسفة» كيف يستخلص المعاني الحقيقية التي طرحها أعظم الفلاسفة عبر العصور؛ حيث نعثر من خلال أفلاطون وأبيقور وسينيكا وشوبنهاور ونيتشة ورسل وهيجل على إجابات عن الحياة والحب والألم، ونبحث في الفلسفة باعتبارها سؤال الوجود مثلما أراد ذات يوم الفيلسوف اليوناني سقراط.

في هذا الكتاب نتعلم من سقراط معنى استقلال العقل، ما ينبغي أن يقلقنا ليس عدد الأشخاص الذين يعارضوننا، لكن السؤال عما إذا كان لديهم أسبابهم الوجيهة للقيام بذلك، ولهذا يحاول واربرتون أن يشرح بأسلوب واضح كيف يمكن للفلسفة التي يعتقد البعض أنها أصبحت من الماضي في زمن وسائل الاتصال الحديثة أن تقدم لنا حلولاً لمشكلات وتساؤلات حياتنا اليومية، كما أنها تقدم لنا العزاء من خلال استعراض مواقف إنسانية مر بها هؤلاء الفلاسفة.

على مدى أربعين حكاية يقدم لنا المؤلف بعض الأدوار التي قد يلعبها الفلاسفة في الحياة اليومية، هل يجب أن يكونوا نخبة حاكمة كما اقترح أفلاطون؟ أو مخادعين مثلما أراد مكيافيللي، ومثل سقراط يواجه القرّاء بأسئلة محرجة حول الطريقة التي يعيشون بها حياتهم.

يدرس المؤلف الخط الفاصل بين نشر التعاليم الفلسفية القديمة ورسم تفاصيل الحكمة المعاصرة من خلال إعادة الحياة إلى آراء الفلاسفة الكبار، ففي الفصل الذي يخصصه لسينيكا وآرائه حول تحقيق أقصى استفادة من حياتنا القصيرة: «الناس سوف يضيعون ألف سنة بسهولة مثلما يفعلون في الحياة التي بين أيديهم، البعض يطاردون المال، والبعض الآخر يقع في فخ إعطاء كل وقته للمتعة اليومية».

ونجده يسخر من أولئك الذين يكتبون الفلسفة بطريقة غامضة: «لا أحد ربما حتى هيجل، قد فهم كل ذلك»، مفضلاً أولئك الذين يعتقدون أن الفلسفة يجب أن تغير طريقة حياتنا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"