عادي

هيا القاسم: «الفلسفة» مفتاح الصغار للتفكير والإبداع

00:15 صباحا
قراءة دقيقتين

الشارقة:أحمد النجار

استطاعت هيا القاسم خلال 3 سنوات تقديم 2000 فعالية ثقافية، و30 ورشة فلسفية، ضمن مبادرات ثقافية وتربوية مخصصة للارتقاء بوعي الطفل، ولا تزال حريصة بصفتها مدربة مهارات تفكير، وكاتبة على تقديم الفلسفة بأساليب بسيطة خالية من تعقيدات القوالب الأكاديمية الممنهجة. وتطمح إلى تأليف كتب جديدة عن الفلسفة تعتمد ضمن المناهج الدراسية، بعد رؤية نتائجها المباشرة على الأطفال.

تقول هيا القاسم ل «الخليج»: «بدايتي كنت أكتب ما أريده، ثم قررت الكتابة عما يرنو إليه ويحتاج إليه طفل اليوم، ووجدت أن لديه إمكانات معرفية وثقافية كبيرة تتطلب جهداً في تحريرها عن طريق الحث على ثقافة «السؤال»، كما أسعى إلى توجيه رسالة غير مباشرة للأهل حول قيم التربية، واحتواء فضول أطفالهم بإعطائهم مساحة للأسئلة».

وتابعت: «أعتزم تأليف كتاب جديد يستهدف الآباء والأمهات في آلية الإجابة والتعامل مع الإجابات المغلوطة للأطفال من دون قمع مفهوم السؤال».

وأضافت: «دورنا كمؤثرين وكتّاب تقديم الفلسفة الآمنة لحفظ حق الطفل وتقديم المحتوى الصحيح، إذ ركزت في المحتوى على أهمية التساؤلات الفلسفية التي تدور في ذهن الصغار بطريقة شائقة، تبحث عن أجوبة في موضوعات حياتية تثير فضولهم».

وأكدت القاسم، أهمية كتب الفلسفة الموجهة للطفل، كونها تساهم في إثراء معارفه وزيادة وعيه في فهم ذاته وبيئته الأسرية ومحيطه الاجتماعي. ما ينعكس إيجاباً بطبيعة الحال في قدراته في التعبير والتأثير وامتلاك مهارات التفكير، مشيرة إلى أن «الفلسفة مادة محرضة للعقل على الإبداع، وتساعد الطفل على بناء شخصية مستقلة ومتمكنة، فلا يمكن التشويش على ذهنه واجتراره إلى مسارات مظلمة أو الحيلولة للإيقاع به في فخ أفكار خاطئة أو سلوكيات منافية للقيم».

وتابعت: «على الرغم من أن هنالك تخوفات من دور النشر في تقديم المحتوى الفلسفي، إلا أن ذلك التلكؤ يقابله وعي معرفي بأهمية هذا المحتوى في تفتيح الذهن وتوسيع المدارك، وحاجة المجتمعات إليه، خصوصاً مع عودة مادة الفلسفة إلى المناهج المدرسية بعد انقطاعها لسنوات طويلة في بعض البلدان».

وأشارت إلى أن «كتّاب الفلسفة في خريطة النتاج الثقافي المحلي في الإمارات، يفتقرون إلى دعم دور النشر المحلية في تبني عناوين جديدة، وإثراء المكتبات المدرسية بهذا المحتوى القيّم، حيث يجدون مشكلة في طرحهم للمفاهيم الفلسفية، ذلك أن كلمة فلسفة لا تزال غير مرغوبة من قبل بعض المجتمعات، نظراً إلى الصورة الخاطئة عن الفلسفة، بوصفها تتعارض مع القيم الاجتماعية والإيديولوجيات والمعتقدات. موضحة أن كتّاب الفلسفة قليلون في الإمارات، فتذكر منهم د. أحمد برقاوي مدير بيت الفلسفة في الفجيرة، وهو واضع مناهج الفلسفة في الوطن العربي، إضافة إلى الكاتب الفلسفي محمد وردة».

مفاتيح التفكير

تركز كتب هيا القاسم على تحفيز ثقافة «السؤال» وتمثل واجهة لتقديم أساليب تعامل الأهالي مع صغارهم، حتى يكونوا أكثر قرباً ومعرفة بشخصيات أطفالهم. ففي رصيدها 11 إصداراً متنوعاً، بدعم من دار «كتّاب» للنشر التي تهتم بدعم المؤلفين الشباب والمحتوى الفلسفي لإيمانها بقيمته المعرفية، وتأثيره في وجدان الصغار والكبار، من ضمنها ثلاثة كتب فلسفية موجهة لليافعين، هي «فلسفيشن» و«فلسفيشن جونيور» و«فلسفة الأحاسيس والمشاعر والانفعالات».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"