عادي

المنتجات الموسمية تدفع فاتورة الضباب خسائر فادحة

01:11 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

دبي: يمامة بدوان

أكد عدد من المزارعين والخبراء، أن ظاهرة تشكل الضباب التي تصيب الدولة منذ فترة، لها أضرار على المنتجات المحلية، كما أنها ألحقت خسائر فادحة لدى البعض، ممن لم يتخذوا إجراءات احترازية، مثل رشها بالمبيدات غير المركزة، أو تغطيتها مساء وحتى ساعات صباح اليوم التالي. وقال بعضهم إن المزارعين لديهم وعي وخبرة في التعامل مع ظاهرة الضباب، إلا أن الحقول المفتوحة هي الأكثر تضرراً، كما أن الضباب له تأثير في تأخر عملية نقلها من المزارع إلى السوق ومنافذ البيع، حيث إن كلفة النقل ارتفعت للضعف، وتحديداً لمن لا يملك من المزارعين مركبات خاصة بالمزرعة.
أوضح المزارع عبدالله خلفان، أن تشكل الضباب في الموسم الحالي أضر بعمل المزارعين كثيراً، خاصة في الحقول المفتوحة، التي لا يمكن تغطيتها من ساعات المساء وحتى الصباح، وبالتالي تعرضت للإصابة بأمراض فطرية، ومنها أصابه التلف، ولم يعد صالحاً للإنتاج. وقال إن المزارعين ينتظرون الموسم الشتوي في كل عام لتعويض خسائر عملهم في الصيف، إلا أن المنتجات المحلية في الفترة الحالية تشهد منافسة قوية أمام المستوردة، فيتكبدون خسائر إضافية، ويلجأون لخفض أسعارها، تفادياً لتكدس المنتجات وتلفها لاحقاً.
تفادي التأثير
من جهته، أوضح حسام راشد، مستشار قانوني لمجموعة سوق دبي المركزي للخضار والفواكه ومجموعة شركات فرزانه، أن ملامسة الضباب لأوراق المزروعات يسبب أمراضاً فطرية مثل اللفحة المبكرة، ويمكن تفادي تأثيرات ذلك من خلال رشها بمبيدات قبل تشكل الضباب أو بعده، من دون أن يكون لها أي أضرار على الصحة العامة، إلا أنه وفي حال عدم رشها فإن أوراق النباتات تتحول إلى اللون الأصفر ثم ما تلبث أن تتعرض للتلف، كما أن الخيار هو أكثر الخضار المعرضة للإصابة جراء الضباب بنسبة 30% والكوسا بنسبة 50%، ومع استمرار تشكله لفترة طويلة، فإنه من المرجح تراجع الإنتاج بشكل عام.
وتابع أن الضباب مؤخراً أصبح تأثيره يتضح سريعاً على الشتلات الصغيرة، لأن النباتات المثمرة يمكن قطفها والاستفادة منها، إلا أن الصغيرة منها تكون مقاومتها شبه معدمة لآثار الضباب، ما يتسبب بموتها سريعاً، وبالتالي خسارة المزارعين للمحصول.
وقال إنه بسبب توجيهات السلطات المختصة بإيقاف حركة مركبات النقل إلى حين زوال الضباب، والذي قد يمتد إلى ما بعد التاسعة صباحاً، فإنه نتج عنه تأخير وصول المنتجات من المزارع للسوق بحوالي 3 ساعات.
ولفت إلى أن خبرة غالبية المزارعين في التعامل مع تشكل الضباب سنوياً، تدفعهم لاتخاذ إجراءات وقائية مسبقاً، تتمثل في رش المحاصيل بمبيدات لا يتجاوز تركيز المواد الكيماوية فيها 15%، وهي سريعة الزوال، وبالتالي ليس لها تأثير في الصحة العامة.
إرشادات ونصائح
بدوره قدّم محمد العامودي، مهندس زراعي، إرشادات ونصائح للمزارعين للحد من الخسائر في المنتجات، أهمها ضرورة تقليل كميات مياه الري، وذلك لتدني درجات الحرارة وارتفاع الرطوبة، وبالتالي التأثير في المزروعات، خاصة محصول الطماطم، كذلك العمل على تهوية الدفيئات، خاصة في الفترة الصباحية ومن ثم إغلاقها في المساء مبكراً، للحد من انتشار الأمراض الفطرية التي تصيب المحاصيل داخل الدفيئات.
ودعا إلى رش المحاصيل بالمركبات النحاسية والفطرية، للوقاية من الأمراض الفطرية والبكتيريا واللفحات التي تصيب المحاصيل المختلفة، حيث إن المنتجات المحلية المعرضة للتأثر بالضباب لن يظهر عليها أي أعراض إلا بعد مضي أسبوع على الأقل، وبالتالي فإن الزراعة المحلية لا تزال على طبيعتها وفي أوج موسمها، خاصة أن القائمين عليها يتخذون إجراءات وقائية قبيل حدوث أي تغيرات جوية، مع تدني درجات الحرارة، لتفادي إصابتها بأمراض البرد، مثل الخيار والكوسا كونهما معرضين للتأثر أكثر من غيرهما.
أضرار عامة
في حين، قال الدكتور مجد جرعتلي، خبير العلوم الزراعية، إن وجود الضباب يساعد على تكوين الغبار والدخان والشوائب المختلفة في الجو، حيث يعلق عليها البخار فيصبح الجو ملوثاً متحولاً من الضباب العادي إلى ما يسمى بالضبخان أو الضباب الدخاني،‏ وهو خليط من الدخان والضباب، يتكون فوق المدن الكبيرة والمكتظة والمناطق الصناعية، وهو أحد أنواع تلوث الهواء. 
وحول الأضرار العامة على المنتجات الزراعية، أوضح أن الضباب يؤدي إلى انتشار الأمراض الفطرية وخاصة في الأشتال الصغيرة، كما أن تأثيره بشكل سلبي يصل إلى الأشجار المثمرة المحبة للجو الجاف مثل النخيل الثمري، بينما يؤدي الضباب الكثيف ولفترات طويلة إلى انتشار أمراض التعفن في الثمار للعديد من أشجار الفاكهة وبالتالي رداءة نوعيتها، فضلاً عن أنه يعيق عمليات التلقيح الخلطي في النباتات، ويؤثر بشكل سلبي على العقد وتشكل الثمار. وأضاف أن الضباب يشجع على إصابة النباتات النامية بالآفات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"