أكثر من مجرد مَعارض

00:25 صباحا
قراءة 3 دقائق

مهرة سعيد المهيري

دولة الإمارات تستقطب سنوياً عدداً مهماً من المؤتمرات والمعارض الكبرى ذات المستوى العالمي، وتجتهد في المحافظة على استقطابها لأهم الفعاليات العلمية والاقتصادية، وجذب الاستثمارات والشركات العالمية. 

 وإيماناً من الشركات العالمية بإمكانيات دولة الإمارات العربية المتحدة وأرضها الخصبة، وبالدعم المستمر من قيادة حكومة دولة الإمارات، والتي ينتج عنها تفعيل الشراكة التجارية والاقتصادية بين دولة الإمارات والعالم، نجد أن هذه المناسبات إلى ازدهار وتوسع على الرغم من كل الأزمات الاقتصادية العالمية ومن تأثيرات التقلبات السياسية، بل وحتى الوبائية، كما شهدنا في استدامة العمل بالمعارض والمناسبات رغم جائحة كورونا.

 تمتلك الإمارات العديد من المزايا التي تضعها في خضم المنافسة العالمية، بما في ذلك موقعها الاستراتيجي وشبكة مواصلاتها المتكاملة وموانئها ومدنها الصناعية. وساهمت المراكز الدولية المتخصصة في صناعة المعارض والمؤتمرات التي تم تأسيسها في الدولة في نقل القطاع من المحلية إلى مستويات عالمية، وتعزيز مكانة الإمارات كعاصمة دولية لقطاع الفعاليات المتخصصة بفضل ما تتمتع به من بنية تحتية متطورة وانفتاح ثقافي وتجاري واستثماري وخدمات عصرية. 

 أثبتت الدولة أنها رقم صعب في عالم المعارض من خلال تنظيم سلسلة من المعارض التي تطورت عبر السنين، وباتت من أهم المعارض العالمية المتخصصة، على غرار تنظيم معرضي ومؤتمر «آيدكس» الذي يقام حالياً في أبوظبي، وأسبوع أبوظبي للاستدامة، ومعرض ومؤتمر أبوظبي للبترول «أديبك»، بالإضافة إلى أسبوع «جيتكس للتقنية»، ومعرض «جلفود للأغذية» وغيرها الكثير. إن ثقة الدول والشركات المشاركة بهذه المعارض بهذا الحجم العالمي في دولة الإمارات ساهم بصورة كبيرة في كسب ثقة الاستثمارات الأجنبية إلى الدولة، حيث بلغت قيمة هذه الاستثمارات خلال السنوات الثلاث الماضية المباشرة التي نجحت الإمارات في استقطابها نحو 121.6 مليار درهم، ما يعكس مدى جاذبيتها وتنافسيتها. وخلال العام 2019 صنفت الإمارات كأكبر الدول المستقطبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة في غرب آسيا بعدما نجحت في جذب نحو 51.3 مليار درهم، وهو ما شكل نقطة تحول مهمة في مسيرة جهودها الرامية لترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للاستثمار الأجنبي. وجاء هذا التحول المهم فيما تحقق من إنجاز نظراً للقفزة الكبيرة المسجلة خلال العام 2019 في حجم الاستثمارات الأجنبية المتدفقة إلى الدولة، حيث بلغت نسبة نموها 34.8% بالمقارنة مع قيمتها في العام 2018 البالغة 38.1 مليار درهم.

 الإمارات قادرة على إكمال مسيرتها في استقطاب المعارض العالمية والاستثمارات الأجنبية وكسب ثقة العالم أجمع. الإمارات ستحافظ على ثقة المستثمرين العالميين بجودة مناخ الأعمال والاستثمار في الدولة، التي ستحافظ على بيئة أعمال منفتحة ومرنة. هذه الاستمرارية مهمة وضرورية. مشاهد استعراضات المعدات العسكرية والتقنيات في «آيدكس» هي مشاهد ثقة في استقرار المنطقة أيضاً. فكرة أن يستمر أسبوع جيتكس لعقود ويستقطب الاهتمام والتقدير ويصبح مقياساً عالمياً كسوق للبرمجيات والتقنيات والأجهزة والخدمات، هي رسالة أن الإمارات نقطة لقاء وانطلاق في آن، وأنها محرك اقتصادي للمنطقة ككل. هذه ليست معارض للجمهور العادي ولا العارضين من الشركات التي تفتح دكاكين. إنها شركات عملاقة ودول تقف من خلفها، تعرض أهم ما لديها لدول وشركات كبرى ولجمهور متخصص يقتطع أياماً من جداول عمل مزدحمة لحضور هذه المعارض والاطلاع على الأفضل والأهم. كل هذا يرتبط بذهنه بالإمارات وقدرتها التنظيمية اللافتة واستقرارها الأمني والسياسي ومنعة اقتصادها في مواجهة التقلبات المختلفة. كما أنه يرتبط بالإرادة السياسية لقادتها الذين يصرون على المسيرة مهما كانت العوائق التي تفرضها المتغيرات، كما شهدنا الآن أمام هزة الوباء التي زعزعت الثقة بدول ومعارض وشركات منافسة كبرى لم تتمكن من الالتزام والتنسيق لكي يبقى العمل كما هو منتظر.

 إنه البناء والتراكم في الخبرات والأكثر التراكم في الثقة بالذات وفي شبكة متينة من الخدمات والبنى التحتية التي تجعل كل هذا ممكناً وناجحاً. ما نشهده أكثر من معارض ومهرجانات ومناسبات. هذا شأن الإمارات دائماً، وهذا مبعث تفاؤلنا وفخرنا معاً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"