عادي

الواقعيـة.. جمــرة الحيــاة

22:53 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1

تشير د. سهى إبراهيم عبد السلام في كتابها «الواقعية في المسرح المعاصر» إلى أن الدراما الواقعية ظهرت في القرن التاسع عشر مع التغيرات التي طرأت على المجتمع الإنساني، حيث شملت جميع ميادينه، خاصة ذلك التطور الصناعي والاقتصادي، الذي أحدث مشكلات جديدة في حياة الناس، ما سمح بظهور كتاب جدد سايروا هذه المرحلة، وعبروا عن حقائقها، كما ظهرت مذاهب واتجاهات أدبية ونقدية، وقد استطاع الاتجاه الواقعي أن يفرض نفسه على كتاب هذه الفترة وأدبائها.

وقد جعلت هذه الواقعية المسرح يتخلص من أرديته القديمة، وأبعدت الدراما الحديثة عن «الطنطنة» اللغوية، وجعلتها أقرب ما تكون إلى اللغة العادية، التي اعتبرت أول ملامح المسرح الحديث، الذي تأثر بالثقافة الجديدة والمشكلات المستحدثة للرجل العادي، ولعل هنريك إبسن النرويجي هو أول من أرسى القواعد الأولى للدراما الحديثة، وذلك بعد إدخاله العنصر الواقعي في الحدث الدرامي، وتبعه في ذلك كتاب آخرون مثل برنارد شو الإنجليزي، وأنطون تشيخوف الروسي، وقد ارتبطوا جميعا بأحداث مجتمعاتهم وعصرهم، والتزموا بقضايا شعوبهم، واتخذوا من الدراما وسيلة للتعبير عن آرائهم ومواقفهم، فالواقعية ليست سطحية ولا طبقية، وإنما تقبض على الحياة بأكملها كجمرة ساخنة، وتعكسها في مرآتها بأمانة وصدق.

وتوضح المؤلفة أن نظريات أدبية حديثة ظهرت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، تحمل رؤية أكثر تقدماً عن وظيفة الفن، حيث ترى أن الأدب لا ينبغي أن يقف عند مجرد تحليل الواقع وفهمه، بل إن عليه أن يقدم تصوراً محتملاً لإمكانات تغييره إلى ما هو أفضل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"